في مسقط رأس السيسي.. اذهب للاستفتاء على الدستور وفي يدك صورته

خلف سور مدرسة الحسين الابتدائية في شارع وكالة التفاح بمنطقة الجمالية (وسط القاهرة)، أضاف محمد عبده، صاحب المقهى المتواجد هناك، صورة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي إلى قائمة صور رؤساء وملوك مصر، والتي وضعهم في الحائط المقابل لمدخل المقهى.عبده، والذي يعتز بأن المنطقة التي يقيم فيها هي مسقط رأس الفريق السيسي، قال لمراسل الأناضول وهو يشير إلى خمسة ناخبين جاءوا صباحا للإدلاء بأصواتهم في مركز الاقتراع الذي يتخذ من المدرسة الملاصقة للمقهى مكانا له : “كما ترى الكل يضع صورة الفريق السيسي حول عنقه، فلماذا لا أضعه على حائط المقهى وسط الرؤساء؟”.
وتابع: ” قد تكون هذه بشاره بأن السيسي سيصبح بعد هذا الاستفتاء رئيسا”.ما قام به عبده يعكس حالة من الولع بالفريق السيسي، يمكن للمتجول في المنطقة التي ولد فيها وقضى فترة طويلة من حياته هناك، أن يشاهدها بوضوح ، حيث لا يخلو شارع أو حارة من صورته.وتتباين وسائل التعبير عن حب الفريق السيسي في مسقط رأسه بين من يضع صورته على واجهة المتجر الخاص به، ومن قام بتعليق لافتة قماش ضخمة تحوي صورته مع الدعوة للتصويت بنعم في الاستفتاء على الدستور، ومن يضعها حول عنقه وهو يقف في طابور الاستفتاء.خالد عوني ” 30 عاما “، والذي وضع صورته حول عنقه وهو يقف في طابور الاستفتاء أمام مركز الاقتراع ، قال لمراسل الأناضول: “نحن جئنا لنستفتي على الدستور وعلى حبنا للفريق السيسي”.
وعبرت سمية أحمد – 50 عاما – عن المعنى نفسه، وأضافت وهي تشير إلى صورته التي وضعتها هي الأخرى حول عنقها : “الفريق السيسي أدرى بمصلحتنا وطلب منا التصويت بنعم”.ويأمل هؤلاء وغيرهم ممن قرروا أن يضربوا بدعوات المقاطعة عرض الحائط ، ويذهبوا للتصويت بـ ” نعم ” أن يؤدي الانتهاء من التصويت على الدستور إلى المضي قدما في بنود خارطة الطريق التي أعلنها الفريق السيسي في 3 يوليو الماضي، والتي قد تؤدي إلى تولي السيسي نفسه رئاسة الجمهورية.
وعبر مؤيدوه عن هذا التوجه من خلال ملصقات دعائية وإعلانية للحملات التي تنادي بالسيسي رئيسا، والتي وزعوها بكثافة في مسقط رأسه بالجمالية والمناطق المحيطة بها مثل سوق خان الخليلي ذات الصبغة السياحية، والتي يرى سكانها أن تولي السيسي مسئولية البلاد هي الضمانة لإنقاذ سوق السياحة من حالة الركود.
وأمام متجر لبيع الشيشة (النرجيلة) بمنطقة الحسين الملاصقة لمسقط رأس السيسي، وقف سامح محمد (27 عاما)، عامل بهذا المتجر، يوزع ملصقات تطالب بتولي السيسي المسئولية رئيسا، وأعتبر ذلك “الضمانة الوحيد لعودة السائح الذي غاب عن المنطقة”.وقال وهو يشير إلى صورته في الملصق الدعائي الذي يقوم بتوزيعه: ” البلد تحتاج رجل أمن يضبط الشارع حتى يعود السائح، وهذا الرجل الوحيد القادر على ذلك”.
وذهب خبراء استطلعت “الأناضول” أراءهم أمس أن التصويت على الدستور سيكون بمثابة تصويت على السيسي الرئيس وليس وزير الدفاع، ليكون هو أول رئيس يشق طريقه نحو المنصب، قبل أن يرشح نفسه.