محلل سياسي: لا وجود حقيقي ومؤثر للقاعدة في المناطق السنية بالعراق

نفى مدير مركز راسام للأبحاث، الدكتور العراقي احمد حقي، وجود تنظيم القاعدة في المدن العراقية السنية بشكل حقيقي أو مؤثر، لافتا إلى أن المدن السنية، هي من أخرجت القاعدة من المدن، وليس الجيش العراقي، فيما أكد أن مهاجمة الأنبار في هذه المرحلة، يأتي ضمن مخطط إجهاض الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا، وإفراغها من مضامينها وأهدافها.
وأضاف حقي في تصريحات للأناضول، أن ما يجري حاليا في المناطق العراقية السنية، لها أهداف عديدة، “منها أهداف لأغراض انتخابية، حيث يحاول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، كسب الاصوات والدعم والتأييد لصالحه، لاستمرار بقائه لولاية ثالثة، وسط خلافات بين أوساط التحالف الشيعي، ووقوف القيادي مقتدى الصدر، والمجلس الاعلى ضد ترشيحه”.
ومضى قائلا “نوري المالكي يسعى الى ولاية ثالثة، وذهب الى أمريكا وإيران، من اجل الحصول على الدعم الدولي والإقليمي، لأنه يدرك أن العملية السياسية في العراق، ماهي الا لعبة توازنات بين الولايات المتحدة وإيران، دون النظر الى ما تفرزه صناديق الانتخابات، وخير دليل على ذلك أن إيران وضعت فيتو على إياد علاوي الذي فاز بالانتخابات الماضية في 2010،، فانتقلت رئاسة الوزراء الى نوري المالكي”.
واشار إلى أن رئيس الوزراء العراقي “يدرك قواعد اللعبة، وأنه ليس إلا بيدقا في رقعة الشطرنج الايراني، تحركه يد ولاية الفقيه”، على حد تعبيره.
من ناحية أخرى، ذهب حقي إلى أنه من أسباب الهجوم على الأنبار، “تهيئة الاجواء لعقد مؤتمر جنيف 2، لتصفية الثورة السورية، وفق مخطط امريكي روسي ايراني، والدفع باتجاه الاقتتال الداخلي بين الفصائل على التراب السوري المجاور للعراق، وتحديدا محافظة الانبار، مؤكدا وجود دلائل على اتفاق أمريكي، عراقي حكومي، إيراني، لقتال تنظيم القاعدة في العراق وسوريا”، دون ذكرها.
وتابع قائلا “من أسباب حملة المالكي على الأنبار أيضا، تأمين خط النقل البري للميلشيات الشيعية التي تقاتل في سوريا، وتأمين نقل وقود الطائرات، والدبابات، والأسلحة للنظام السوري، وباقي أنواع الدعم اللوجستي، من أجل إضعاف الثوار في سوريا، ليقدموا تنازلات في جنيف2″.
ومن المزمع انعقاد مؤتمر جنيف2، حول عملية سياسية في سوريا، تفضي إلى إنشاء جسم انتقالي، توكل إليه كافة الصلاحيات الأمنية والتنفيذية، وذلك في 22 كانون الثاني/يناير المقبل في سويسرا.
وحول احتمال تسبب الأحداث في المناطق العراقية السنية، بتأجيج حرب طائفية في المنطقة، كشف حقي أن “إيران وإسرائيل وأمريكا الذين يشكلون حلفا سماه (حلف الشيطان)، يريدون حربا طائفية في المنطقة، لتهيئة الارضية من أجل تقسيم منطقة الشرق الأوسط الى دويلات صغيرة، وفق مشروع برنارد لويس″، وأردف “ لكن الشعوب الآن أكثر وعيا، وحتى الشيعة أدركوا بأن نوري المالكي أرسلهم الى محرقة، ولذلك ترك الكثير منهم سلاحه، وسلم نفسه الى ثوار الأنبار، الذين أعطوا الأمان لكل جندي لا يقاتلهم من جيش المالكي” على حد وصفه.
أما عن تواجد تنظيم القاعدة في محافظة الأنبار، شدد حقي على أن “وجود القاعدة محدود وغير حقيقي، ومما يدل على عدم وجود القاعدة مع ثوار الأنبار، طريقة التعامل مع أسرى جيش المالكي، حيث قام الثوار بإسعاف الجرحى وتقديم الطعام الى الأسرى، وتم أعادتهم الى أهلهم في محافظات الجنوب سالمين، وهذا ليس من نهج القاعدة في التعامل مع من يقاتلهم”.
وأشار أيضا إلى أن ” لباس ثوار العشائر عادي، ولهم شعار مميز، والقاعدة لهم لباس وشعار مميز، فضلا عن أن القاعدة لا تقاتل إلا تحت رايتها المعروفة، والثوار يقاتلون تحت راية المجلس العسكري للثوار، إضافة إلى أن الثوار ألقوا القبض على اثنين يرتدون ملابس تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، وبعد التحقيق معهم تبين أنهم من مليشيات قوات بدر الشيعية”. ولم يتسنى للأناضول التحقق من ذلك.
وتشهد الأنبار غربي العراق، منذ 21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عملية عسكرية واسعة النطاق ينفذها الجيش العراقي، تمتد حتى الحدود الأردنية والسورية؛ لملاحقة مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، المرتبط بتنظيم القاعدة، والذي تقول حكومة بغداد إن عناصر تابعة له متواجدة داخل محافظة الأنبار”.