رئيس مجلس الأمة الكويتي: غياب نظام أمن عربي مشترك ولّد فراغاً يعمل الآخرون على ملئه

الكويت- (يو بي اي) اعتبر رئيس الاتحاد البرلماني العربي، ورئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق علي الغانم، أن غياب نظام أمن عربي مشترك ولّد فراغاً كبيراً يعمل الآخرون على ملئه بما يضمن مصالحهم، معرباً عن ثقته بالارتباط العضوي بين الصراع العربي-الاسرائيلي، وبين غياب الإصلاح وانتشار العنف بالعالم العربي.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن الغانم، قوله في كلمة افتتاحية للمؤتمر الـ20 للاتحاد البرلماني العربي الذي بدأ أعماله اليوم الأحد في الكويت، إن “غياب نظام أمن عربي مشترك ولّد فراغاً كبيراً يعمل الآخرون على ملئه بالأسلوب الذي يضمن مصالحهم، ويعمّق جراحنا”.
واعتبر أن التضامن العربي لا يمكن أن يكون حقيقياً ومستمراً وفاعلاً إلا ضمن مفهوم متكامل يقوم على خيار التعاون والتنمية، ويتعهد بالحفاظ على أرض وحدود كل دولة عربية ووحدتها الوطنية واحترام إرادة شعبها.
وأضاف أن قضية القدس والمسجد الأقصى تعيش في ضمير الانسان العربي وفي وجدان الانسان المسلم كجرح مفتوح لكرامته ومعتقده وكتهديد حقيقي لكيانه ووجوده، معرباً عن ثقته بالارتباط العضوي الوثيق بين “الصراع العربي-الاسرائيلي من جهة، وبين كل من غياب الإصلاح وانتشار العنف بالعالم العربي والإسلامي”.
وقال إن غياب الإصلاح أدى إلى إخفاق العديد من دول المنطقة في بناء السلام الداخلي، مشيراً إلى أن الشعور الحقيقي بالظلم والقهر في معالجة القضية الفلسطينية أدى إلى تغذية بؤر التوتر، وتوليد المنظمات “الإرهابية”، واختلال السلم العالمي.ودعا الغانم الاتحاد البرلماني العربي في الاجتماع، إلى العمل على توحيد الأمة حول قضيتها الرئيسية، وصولاً إلى استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية حول قضية العرب الأولى.
وأشار الى أن القضية الفلسطينية تأتي في طليعة العوامل التي ساهمت في تشكيل العلاقات العربية البينية والعلاقات العربية – الدولية طوال العقود السبعة الماضية.
وقال الغانم إن الانقسام الفلسطيني ليس إلا انعكاساً ومحاكاة للانقسام العربي العام، معرباً عن أسفه لكون هذا الانقسام عاملاً رئيسياً للانقسام العربي، بدلا من أن يفرض علينا الوحدة في سبيل قضيته.
ودعا للإسراع في معالجة هموم ومشاكل الأمة العربية بدون الخوف من الخطأ، أو الحذر من سوء التفسير، بحيث يتعذر على أي منا أن يتطرق لها جميعاً.وفي حديثه عن الأزمة السورية، أعرب الغانم عن أسفه للأزمة الدامية التي ذهب ضحيتها حتى الآن أكثر من 150 ألف شخص، بالإضافة إلى نزوح وتشريد نحو 9 ملايين سوري داخل سوريا وخارجها، ووصف الغانم الأزمة السورية بأنها “إحدى أكثر مآسي العرب حزنا وألما”، مطالباً باتخاذ موقف عربي موحّد يضع حداً لهذه الأزمة.
وناشد الغانم جميع الدول المبادرة إلى دعم الشعب السوري بدون ربط أي عمل إنساني بشروط سياسية، وبدون الاقتصار على طرف دون آخر، أو تمييز بين فئة وغيرها، لئلاّ يكون الدور الإنساني رهين السياسة.