أهالي الضاحية الجنوبية لبيروت.. ناجون أو موتى بـ”الصدفة” بعد كل انفجار

لم تكن ماريا الجوهري ابنة…

لم تكن ماريا الجوهري ابنة الثمانية عشر ربيعا تعلم أن المخاوف التي عبرت عنها على صفحتها الخاصة على موقع الفيس بوك للتواصل الاجتماعي أوائل الشهر الجاري، من وقوعها ضحية في انفجار جديد ستتحقق اليوم الثلاثاء، وهي التي كانت قد نجت من ثلاثة انفجارات سابقة .

وقتلت الجوهري اليوم مع 3 آخرين عندما فجر انتحاري نفسه داخل سيارة مخففة في الشارع العريض في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي لحزب الله .

وكان هذا الشارع قد شهد انفجارا مماثلا نفذه انتحاري في 2 كانون الثاني/يناير الجاري، أدّى لمقتل 5 أشخاص و جرح 70 آخرين. وتبنى تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” (داعش) التفجير، متوعدا بالمزيد.

في ذلك اليوم كتبت الجوهري :”هذا الانفجار الثالث الذي أنجو منه، فلا أعرف إذا كنت سأنجو من الرابع أم لا” .

ابنة الحاجة أم محمد شحادة، التي تسكن في الشارع المستهدف، كانت أوفر حظا من الجوهري اليوم. فهي مرت في الشارع قبل لحظات من وقع الانفجار ونجت بأعجوبة، كما قالت والدتها.

وروت شحادة للـ”الأناضول” أن ابنتها رأت الانتحاري قبل تفجير نفسه في السيارة، مشيرة الى أن السيارة انفجرت أثناء مرورها بسرعة في الشارع دون أن تتوقف.

واعتبرت أن هذه الانفجارات “تهدف الى زرع التفرقة بين أهالي الضاحية” وحزب الله، مؤكدة “لن نتراجع عن المقاومة مهما حصل”.

من جانبها، قالت دلال فحص أن ضغط الانفجار كان كبيرا إلا أنه لم يؤثر كثيرا على منزلها الكائن في الطابق السادس من المبنى الذي وقع أمامه الانفجار.

وأضافت فحص للـ”الأناضول” أن أهالي الضاحية الجنوبية “لن يتركوها ولو حصل كل يوم انفجار.. فنحن طلاب موت وشهادة”.

ونفت أن يكون المبنى الذي وقع أمامه الانفجار يضم أي مكتب لحزب الله أو أي جهة أخرى، مستطردة أن الشارع المستهدف يضم مكاتب لإذاعة النور وقناة المنار التابعتين لحزب الله “كما المنطقة كلها”.

واعتبرت أن الانفجارات في الضاحية الجنوبية هدفها “الضغط على الناس للتخلي عن حزب الله والضغط عليه”، مضيفة أن هذا الأمر “لن يحصل فنحن لا نخاف لا من داعش ولا من غيرها” .

وشهد مسرح الانفجار الذي أدى أيضا الى جرح 35 شخصا وتبنته “جبهة النصرة في لبنان”، انتشارا كبيرا للجيش اللبناني الذي فرض طوقا أمنيا حول المكان لمنع المدنيين من الاقتراب والعبث بأي أدلة تؤثر على مجريات التحقيقات التي بدأتها السلطات المختصة .

وأوضح الجيش اللبناني أن الانفجار ناجم عن تفجير ثلاث قذائف من عيار 120 و130 ملم قدرت قوتها بحوالي 15 كلغ من مادة الـ”تي أن تي” الشديدة الانفجار .

وأشار في بيان الى أنه عثر على حزام ناسف لم ينفجر مع أشلاء جثة الانتحاري .

وتبنت “جبهة النصرة في لبنان” في بيان حمل رقم 3 وعنوان “سلسلة غزوات: قـسمـاً لنثــأرنّ” نشر على حسابها على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي الانفجار الانتحاري ردا على مجازر” ارتكبها حزب الله في سوريا ولبنان .

Exit mobile version