“كتائب الاسد” الاعلامية تنقل المعركة الى جنيف.. و”برود” المعلم استفز خصوم النظام
لاحظ المراقبون المتابعون لمؤتمر “جنيف2″ حول سورية ان تركيبة الوفد السوري الذي تراسه السيد وليد المعلم وزير الخارجية كانت اعلامية بالدرجة الاولى فقد ضم السيد عمران الزعبي وزير الاعلام، والسيدة بثينة شعبان مستشارة الرئيس الاعلامية، والسيد بشار الجعفري مندوب سورية في الامم المتحدة علاوة على نجمة قناة “الجزيرة” السابقة لونة الشبل التي تراس وحدة الاعلام في مقر الرئاسة.
وربما كان السيد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية هو الوحيد المختص بالسياسة، وان كان الطابع الاعلامي طغى على هذا التخصص في السنوات الثلاث الماضية.
هذا التكثيف للمدفعية الاعلامية السورية في المؤتمر يؤكد ان الاستراتيجية السورية تجاه مؤتمر جنيف ترتكز على استغلال المؤتمر من اجل شن هجوم اعلامي على خصوم النظام، والتركيز على قضية “الارهاب” للتأثير على صناع القرار في الغرب الذين حضروا المؤتمر، وتقديم النظام على انه مدني علماني يواجه جماعات جهادية متشددة تهدده مثلما تهدد الغرب.
هذه الكتيبة الاعلامية حققت الكثير من النجاح، بالمقارنة مع انشطة اعضاء وفد المعارضة التي كانت محدودة في المقابل، ولم يضم وفد الائتلاف اعلاميين محترمين الامر الذي فتح المجال على مصراعيه للطرف الآخر.
صحيح ان السيد الجربا رئيس الائتلاف حمل صورا عن التعذيب البشع في سجون النظام، ولوح باحداها اثناء القائه لكلمته، لكن التأثير الاكبر كان للناطقين باسم النظام السوري، فقد استولى السيد المعلم على الاضواء عندما تلاسن مع بان كي مون الامين العام للامم المتحدة، واعطى بذلك مادة مهمة ومثيرة لمحطات التلفزة، وكذلك من خلال عدم الالتزام بالفترة الزمنية المخصصة لخطابه.
مهمة الوفد السوري انتهت بمجرد انتهاء المهرجان الخطابي، وانتقال المواجهة الى وسائل الاعلام في الخارج، ولا نعتقد انه يهتم، اي الوفد، بما سيجري غدا من مفاوضات سياسية لانه ليس صاحب قرار، وفي افضل الاحوال ساعي بريد.