أرشيف - غير مصنف

حسن وغفران قصة ارتباط خلف القضبان بانتظار صفقة تبادل لتجسيدها

“حسن كان على مدار سنوات…

“حسن كان على مدار سنوات طويلة يمثل لي الحلم الذي أتوق إلى تحقيقه ، كنت أرى فيه كل صفات الشخص الذي أود الارتباط به ، وإنني على يقين أن هذا الحكم زائل وأن موعده مع الفرج قريب “

بهذه الكلمات أوضحت غفران زامل (30 عاما) اسباب ارتباطها بالأسير حسن سلامة المحكوم بـ 48 مؤبداً فى السجون الاسرائيلية، والمعتقل منذ 18 سنة، امضها معظمها في العزل الانفرادي.

والأسير سلامة (45 عاما) من مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة ، وهو من ابرز قادة “كتائب الشهيد عز الدين القسام “، الجناح العسكري لحركة “حماس″ ، وقد اعتقل في 15 أيار (مايو) عام 1996م بتهمة اشرافه على تنفيذ سلسلة عمليات فدائية داخل الأراضي الفلسطينية عام 1948، ثأراً لاغتيال مهندس العمليات الاستشهادية في “حماس″ يحيى عياش، حيث ادت هذه العمليات إلى قتل واصابة العشرات من الاسرائيليين .

حلم يراودها

غفران زامل من سكان مدينة نابلس شمال الضفة الغربية وخريجة جامعة النجاح الوطنية في المدينة من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وتعمل فى جريدة فلسطين المحلية التي تصدر في غزة ، وقد سجنت ما يقارب العام فى السجون الاسرائيلية .

وعن كيفية ارتباطها بالأسير حسن تقول لـ ” الرأى اليوم ” ” ارتباطي بالأسير حسن سلامة كانت بمثابة الحلم عشته لسنوات طويلة قبل اعتقالي لكن هذا الحلم كان في حينها أشبه بالمستحيل ، إلى أن قدر الله لي الاعتقال في السجون الإسرائيلية وخلال اعتقالي التقيت بالأسيرة المحررة أحلام التميمي والتي ابلغتها بمحبتي للارتباط بأسير وبالذات حسن سلامة “.

وتكمل قصتها قائلة ” أقدمت أحلام على إرسال رسالة لحسن في عزله تخبره أنها تتشرف بإخوته وأنها من ستختار له عروسه ،وناقشته في موضوع الزواج والذي كان يرفضه في البداية خوفا من أن يظلم الفتاة التي تريد الارتباط به ، بعدها قمت بإرسال رسالة لحسن أخبرته بمحبتي له وحبي للارتباط وتمسكي به وشرحت له موقفي من اختياره وقلت له إن كان يرى في ارتباطنا ظلما لي فأنا أرى فيه حريتي وسعادتي ، وكان رد حسن في الرسالة التي وصلتني أنه موافق ولتكن هذه الفترة هي مرحلة تعارف فيما بيننا “.

وتابعت بأن التواصل بينهم كان عن طريق المراسلة لفترة وجيزة ثم انقطعت بسبب انقطاع زيارات المحامين فيما بينهم .

و أفرج عن الاسيرة زامل فى تاريخ 7/6/2010 وتم المراسلة بينهما عن طريق زيارات المحامين وبعد ان قرروا بأن تمضي علاقتهم بشكل رسمي فقام بتبليغ أهله بالأمر.

وأضافت بأنه قد جرى اتصال بينيها وبين والدة الاسير لتتعرف عليها ولتتأكد من أن ارتباطها بحسن ليست ردة فعل لاعتقالها .

عقد القران

وتكمل قائلة ” خلال هذه الفترة كنت قد ناقشت موضوع ارتباطي بحسن مع عائلتي وفي البداية من الطبيعي أن يكون هناك معارضة من قبل العائلة لكن نتيجة لتمسكي بقراري تمت الموافقة ، وكنت انتظر في هذه المرحلة أن تصلني ورقة الوكالة الرسمية من حسن للشيخ حامد البيتاوي عضو المجلس التشريعي رحمه الله ليكون وكيلا له لعقد القران في المحكمة الشرعية حتى

وصلت الوكالة في شهر 11 وتقدم الشيخ حامد البيتاوي لوالدي يطلب يدي للخطبة بصفته وكيلا عن حسن إلى أن تم عقد القران بتاريخ 4/11/2010 .”.

وتضيف زامل بكل ثقة بان الفرج قريب لا محالة ، فتقول ” اليوم وبعد ثلاثة أعوام من خطوبتنا أحمد الله كثيرا على أن شرفني بالارتباط بحسن وأن أشاركه حياته ،بل وأشعر بالفخر حينما يرتبط اسمي باسمه “.

وأشارت الى أن قضية الأسرى والتعاطي معها اليوم مختلف جدا عن الماضي وقالت ” نحن اليوم نرى بيننا أسرى كحسن حكمت عليهم اسرائيل بالموت ولكن هم الان بيننا يعيشون ويكملون حياتهم ، فأنا على ثقة تامة أن لقائي بحسن سيكون قريب ، ثقة بالله عز وجل ويقينا بفرجه “.

بانتظار الزيارة

ولم تلتقى زامل بزوجها منذ ان تم ارتباطهما ولم تراه الا من خلال الصور التى تصلها من داخل سجنه .

وقالت ” لقد قمت منذ أن ارتبطنا بالتقدم لطلب تصريح زيارة عن طريق الصليب الأحمر ولكن حتى هذا اليوم الطلب مرفوض بحجة الرفض الأمني وأنا على أمل أن يصدر لي في القريب تصريح لزيارته حتى يكتب الله له الفرج . “.

وتضيف بأنها تعيش بالأمل بأن الله سيكتب لهم الفرج القريب ، ومن ثم الأمل بالمقاومة التي لم ولن تنسى أسراها في سجون الاحتلال وخير مثال على ذلك صفقة وفاء الأحرار والتى لم تكن النهاية وإنما بداية التحرر لأسرانا .

وتختتم زامل حديثها ” أعيش وأحيا على أمل اللقاء بحسن في القريب العاجل فقد خططنا لأدق التفاصيل لحياتنا ومستقبلنا وكأن اللقاء سيكون غدا “.

 

زر الذهاب إلى الأعلى