يعيش تنظيم حركة فتح في…
يعيش تنظيم حركة فتح في قطاع غزة في أزمة كبيرة بسبب الصراع على إدارته بين عضوي اللجنة المركزية زكريا الأغا، المشرف على التنظيم في الوقت الحالي، وبين نبيل شعث الذي سحبت منه صلاحياته الإشراف لصالح الأول، دفعت بأعضاء اللهيئة القيادية العليا لتقديم استقالاتهم، لرفضهم قرار أخير أصدره الرئيس محمود عباس زعيم الحركة، يتماشى مع مخططات شعث الذي يسعى للعودة للتنظيم في غزة.
ومن داخل أروقة الهيئة القيادية العليا كشفت مصادر لـ “رأي اليوم” عن عقد اجتماع صاخب لهذه القيادات وبينها أعضاء في المجلس الثوري، جرى خلاله مناقشة القرار الأخير للرئيس عباس الذي ألغى فيه قرارات سابقة اتخذتها الهيئة لترتيب أرواق التنظيم في غزة، واعتبروا القرار بمثابة رسالة على عدم قبول أبو مازن للخطوات العملية التي سعا إليها منذ أن جرى تكليفهم قبل عام لترتيب الحركة، وخرجت أصوات من داخل الاجتماع تشير إلى مسئولية نبيل شعث عن الموضوع، كونه يرفض وفريق معانيه من قيادات في غزة ما صدر عن الهيئة القيادة في العام الماضي، من قرارات خاصة وأنها شكلت قيادات جديدة في مؤسسات حركية، غير تلك التي كلفها شعث.
في خلاصة الاجتماع قرر الحضور تقديم استقالة جماعية لأبو مازن، وتردد أن عدد منهم رؤوا في قرار إلغاء قراراتهم السابقة، إشارة على عدم رغبة الرئيس في وجودهم على رأس التنظيم، خاصة وأن قرار الرئيس علموا به من مواقع انترنت نشرت نص القرار، قبل أن يصلهم بالطرق الشرعية، وهو ما دفعهم إلى اتهام أنصار شعث بتسريبه للإعلام.
ونص قرار أبو مازن على تجميد قرارات الهيئة القيادة العليا لفتح التي يشرف عليها الدكتور الأغا، ويشغل منصب أمين السر إبراهيم أبو النجا، ابتداء من 29/1/2013، واعتبار اللجنة “تسير أعمال”، لا مكلفة بالعمل الحركي التنظيمي.
المجتمعون ي غزة ومن باب الاحتجاج على قرار أبو مازن وتدخلات شعث أرسلوا رسالة إلى اللجنة المركزية لحركة فتح، مشيرين فيها لوجود تدخلات كبيرة في عملهم في غزة بإشراف من شعث وعضو اللجنة المركزية الأخر جمال محيسن، متهمين الأول بأنه شكل جسم موازي لقيادة التنظيم، يتحرك في غزة بموازنة خاصة من شعث، ودون علم التنظيم.
الهيئة القيادة في غزة التي تعمل في هذه الأوقات على ترتيب التنظيم تحضيرا لإجراء الانتخابات الداخلية، أكدت في رسالتها للرئيس عباس واللجنة المركزية عدم مقدرتها على العمل في ظل هكذا أجواء وصفتها بـ”غير الصحية”.
يذكر أن الهيئة الجديدة التي تضم قيادات لها وزن تنظيمي في غزة شكلت بقرار من الرئيس عباس وتضم 16 قياديا، بإشراف الأغا، حلت بدلا من الهيئة السابقة التي كان يشرف عليها شعث.
وكانت الهيئة السابقة تشتكي من غياب شعث المقيم في رام الله منذ الانقسام بين فتح حماس، وعدم متابعته جيدا لأمور التنظيم، وهو أمر دفع بالقيادة الحالية للدهشة من عمل الرجل الذي يتولى مسئولية العلاقات الدولية في الحركة للعودة لقيادة تنظيم غزة، كما اشتكت من اهتمام شعث بملف العلاقات الدولية الذي يتطلب منه السفر كثير للخارج، على حساب ملف تنظيم غزة.
ويذكر في هذا السياق أن كل من أعضاء اللجنة المركزية المختلفون الأغا وهيئة تنظيم غزة من جهة، وشعث وفريقه إضافة إلى محيسن من جهة أخرى، لا يرتبطون بعلاقات طيبة مع فريق النائب محمد دحلان عضو اللجنة المكية السابق الذي فصل بقرار تنظيمي.