حمَّل قائد قوات الحرس الجمهوري المصري السابق، اللواء أركان حرب محمد أحمد زكي، الرئيس المعزول محمد مرسي، والنائب السابق لرئيس ديوان الجمهورية أسعد الشيخة، مسؤولية العنف الذي وقع أمام قصر الاتحادية الرئاسي (شرقي القاهرة) في 5 ديسمبر/ كانون الأول 2012 وأوقع 11 قتيلا، وهي القضية التي يحاكمان فيها (مرسي والشيخة) حاليا إلى جانب 13 آخرين.
وتستمع الجلسة الخامسة من المحاكمة اليوم، لشهادة قائد الحرس الجمهوري، و2 من مساعديه في الأحداث.وقال اللواء أركان حرب محمد أحمد زكي، في شهادته التي أدلى بها أمام نيابة مصر الجديدة (شرقي القاهرة) في تمام الساعة التاسعة من مساء يوم 25 يوليو/ تموز الماضي (19 تغ)، ونشرتها وكالة الأناضول في وقت سابق من العام الماضي، أن “مرسي كان يردد دائما إنه “لا يريد دم ولا قتلى” خلال فض اعتصام معارضيه أمام قصر الاتحادية، إلا أنه أعرب في الوقت نفسه عن اعتقاده بأن مرسي كان يرمي من وراء ذلك إلى “إخلاء مسؤوليته حال مساءلته عن تلك الأحداث”.
وأشار إلي أنه “لو كان (الرئيس) يريد عدم استخدام العنف ضد المعتصمين حقيقة، كان أصدر أمراً للمختصين باتخاذ كافة الإجراءات وهي كثيرة لمنع وصول مؤيديه لمحيط قصر الاتحادية؛ لأن المنطق يقول إنه فى حال وصول مؤيديه لمحيط القصر فى وجود معارضيه ستحدث اشتباكات وخسائر فى الأرواح، وهذا ما حدث بالفعل”.وتضمنت شهادة اللواء زكي كما جاء في نص التحقيقات التي بلغت 11 صحفة، أن مرسي أبلغه فجر يوم 5 ديسمبر/ كانون الثاني، بضرورة فض المظاهرات أمام قصر الاتحادية، وأخبرته بأننا لن نتمكن من هذا؛ لأنه قد تحدث أحداث عنف جراء تدخلنا.
وأضاف أن “أسعد الشيخة، طلب منى إزالة خيام المعتصمين وفض الاعتصام من حول القصر، أخبرته بأننا لن نفعل ذلك؛ لأن الخيام بها شباب وبنات وأطفال، وأي احتكاك بهم سيؤدى إلى كارثة”.وأشار إلي “إرساله 2 من مساعديه هما هشام عبد الغني أمنة (رئيس شرطة الحرس الجمهوري)، والعميد لبيب رضوان إبراهيم (رئيس عمليات الحرس الجمهوري)، للتفاهم مع المعتصمين على فض اعتصامهم، مع الحرص على عدم الاحتكاك بهم”.
وأضاف: “بعدما غادر مرسي القصر، وصل لمسامعنا أن عناصر من الإخوان جاءت إلى محيط القصر، وأزالت الخيام وفضت الاعتصام، ثم تلقيت اتصالا من قائد مجموعة التأمين إن “هناك ناس (أشخاص) مضروبة على بوابة رقم 4، والمهندس أسعد الشيخة عايز (يريد أن) يدخل الناس دي (هذه) جوه (إلى داخل) القصر، واتنرفزت جداً وأصدرت له أمرا بعدم دخول أى مخلوق للقصر أيا كان من سيصدر هذا الأمر حتى لو كان رئيس الجمهورية”.
وأوضح زكي أنه “مساء ذلك اليوم تلقى أكثر من 6 اتصالات من رئيس الجمهورية السابق، يطلب فيها التدخل بالدبابات والمدرعات للفصل بين المتظاهرين، قال لي: اتصل بالمهندس أسعد الشيخة هو موجود مع المتظاهرين وهو يقول لك تدخل بقواتك منين (من أي مكان). قلت له: أنا سأتصرف، وسأذهب إلى قيادة الحرس، وأشوف (أرى) التصرف يمشي إزاي (كيف يكون التصرف المناسب)”.
وأضاف: “إلي الساعة الخامسة أو السادسة صباح 6 ديسمبر/ كانون الثاني (3 أو 4 تغ)، قمت بالفعل بإنزال القوات من ناحية المتظاهرين المعارضين، ووضعنا أسلاكا شائكة، وكان نزولنا بعد حدوث القتلى والإصابات فى المتظاهرين”.وتابع: “لم أر أمامي ثمة اتفاق تم بين رئيس الجمهورية السابق وبين أنصاره وبين قيادات جماعة الإخوان المسلمين على فض اعتصام الاتحادية بالقوة، لكن ما حدث على أرض الواقع من مجيء المؤيدين للرئيس السابق وفض الاعتصام بالقوة، وما نجم عنه من قتلى ومصابين، يؤكد حدوث هذا الاتفاق”.
وأختتم أن “الشيخة لا يستطيع إصدار أمر لأنصار الرئيس السابق إلا بأمر الرئيس ذاته أو بعلمه، وأحب أن أضيف أن الرئيس اتصل بي هاتفياً وطلب منى أن أتصل بأسعد الشيخة الموجود فى صفوف المتظاهرين الآن، لكى يخبرنى كيف سأدخل قواتي التى ستفصل بين الطرفين، ورفضت ذلك، وهذا يؤكد علم الرئيس اليقيني بكل ما يدور وكل ما دار”.
وتسلم زكي منصبه كقائد لقوات الحرس الجمهوري في 10 أغسطس/ آب 2012، وكان مكلفا بتأمين جميع قصور ومقرات الرئاسة، وتأمين شخص رئيس الجمهورية وأفراد أسرته، وعناصر موكبه، وتمت إحالته للتقاعد عقب عزل مرسي في 3 يوليو/ تموز الماضي.