أرشيف - غير مصنف

طبيب إماراتي يرسم البسمة على وجوه لاجئي سوريا في الأردن

مازن الهاجري (42 عاما)، طبيب…

  مازن الهاجري (42 عاما)، طبيب إماراتي، أستاذ جامعي متخصص في زراعة قوقعة الأذن، ترجم مشاعره الإنسانية على أرض الواقع، فأجرى عمليات جراحية لعشرات الأطفال السوريين الموجودين في الأردن، ممن حُرموا نعمة السمع، والنطق، محاولا إدخال الفرحة إلى قلوبهم، وقلوب ذويهم.

وتروي فاطمة المسالمة أم أحمد (55 عاما)، من مدينة درعا السورية وتعيش في الشمال الأردني لوكالة الأناضول، كيفية مساعدة الطبيب الهاجري، لحفيدها محمد، وتحويله من طفل غير مدرك، إلى مولود جديد يعلم، ويسمع، ويدرك ما حوله، بعد أن كان دمية تسير، وتخضع لحركة من يستخدمها.

وتقول أم أحمد، ودعائها للهاجري، لا يفارق كلامها: “حفيدي محمد، جاء لأب يتيم، عانى من صعوبة العيش والحياة، باعتباره معيلا وحيدا لي ولإخوانه، حيث اكتشفنا قبل 3 سنوات، بأن محمد الذي كان عمره آنذاك 9 شهور لا يسمع، وقمنا بإجراء العديد من الفحوصات الطبية له، وتبين منها بأن العصب السمعي بالنسبة له ميت، وبحاجة لعلاج تكلفته مليون و200 ألف ليرة سورية (نحو 8400 دولار)”.

وأضافت أم أحمد “لم تسمح لنا الظروف المادية، إجراء عملية لحفيدي، إلى أن شاهدت لقاء مع دكتور مازن الهاجري على إحدى القنوات الفضائية، يشرح فيه كيفية علاجه لسيدة من غزة، كانت تعاني من نفس الحالة، وتم علاجها، وزرعت القوقعة لتصبح بعد ذلك إنسانة طبيعية، لا ينقصها شيء”.

وأضافت أم أحمد، “كنت أدعو الله في كل صلاة أن يجمع حفيدي محمد بالطبيب الهاجري، إلى أن حدث ما حدث في سوريا، وجئنا للأردن، وصادف وجودنا بوجود الهاجري، والذي طلب من خلال جمعية خيرية أردنية، إجراء الفحوصات للأطفال السوريين ممن يعانون من الصمم، حيث وقع الخيار على حفيدي محمد، وأجرى له دكتور مازن الهاجري عملية زراعة القوقعة، أواخر 2013 في أحد المشافي الأردنية، وتكللت العملية بالنجاح”.

ابتسامتها العريضة لم تفارق محياها، معتبرة بأن ما قام به الهاجري، خطوة نادرة، لا يقوم بها إلا إنسان، تفيض منه المشاعر الإنسانية، هدفها التخفيف عن اللاجئين السوريين، وإعادة البسمة إلى وجوههم.

ويقول أحمد المحاميد (48 عاما)، وهو والد الطفلة حلا، إحدى حالات الهاجري: “طفلتي حلا، والبالغة من العمر 3 سنوات كانت صماء، وراجعت بها عشرات الأطباء في سوريا، قبل انطلاق الثورة (مارس/ آذار 2011)، لمحاولة علاجها، لكنني فقدت الأمل بعد أن طلب مني أحد الأطباء مبلغ 3 ملايين ليرة سورية (21 ألف دولار)، وهو مبلغ كبير لا أستطيع دفعه”.

وأضاف المحاميد “حلا طفلة ذكية، ورسامة محترفة، رغم صغر سنها، وكنت أهتم بها أكثر من اخوتها، واعتبرها صديق العمر، الذي سيرافقني طيلة حياتي، إلى أن جئت للأردن، واجتمعت بالطبيب مازن الهاجري، من خلال جمعية التكافل الخيرية، (جمعية خيرية أردنية تأسست عام 2010 وتتبع لوزارة التنمية الاجتماعية)، وأعرب عن استعداده لإجراء عملية لابنتي حلا، وتم ذلك بالفعل”.

وأوضح المحاميد، “أن التحسن في حالة حلا، بدا واضحا، بعد أشهر من إجراء العملية، حيث بدأت حلا تسمع بشكل جيد وتنطق، ولا أستطيع أن أصف فرحتي عندما قالت لي للمرة الأولى، “بابا”، فقد شعرت بأنني أولد من جديد، وكأنني أسمع هذه الكلمة للمرة الأولى، رغم أن لحلا أشقاء أكبر منها”.

وفي اتصال هاتفي للأناضول مع الطبيب مازن الهاجري قال: “شعرت بأنني أستطيع التخفيف من ألم اخواننا السوريين، وإعادة البسمة إلى وجوههم، من خلال إجراء عمليات زراعة القوقعة لأطفالهم، حيث أجريت إلى الآن 20 عملية، بدعم من أصحاب القلوب الرحيمة، ومحبي الخير، الذين تبرعوا بتكاليف تلك العمليات، سأستمر بإذن الله تعالى، في إجراء هذه العمليات، فما أقوم به هو توفيق من رب العالمين، وواجب كل مسلم تجاه أخيه”.

ويوجد في الأردن 5 مخيمات للسوريين أكبرها “الزعتري”، والذي يضم في داخله 117 ألف لاجئ سوري.

ويعيش في الأردن ما يزيد على مليون و300 ألف سوري، منهم 750 ألفا دخلوا الأراضي الأردنية، قبل بدء الثورة السورية بحكم النسب والمصاهرة، والتجارة .

ويزيد طول الحدود الأردنية السورية عن 375 كم، ويتخللها العشرات من المنافذ الغير الشرعية، التي كانت، ولا زالت، تشكل معابر للاجئين السوريين الذين يقصدوا أراضيه، مما جعل الأردن من أكثر الدول تأثرا بالأزمة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى