يبدو أن العد العكسي لانسحاب حزب…
يبدو أن العد العكسي لانسحاب حزب الله من سوريا بدأ يلوح بالأفق مع تقارير تتحدث عن خطة دولية لسحب كافة المقاتلين الأجانب من الصراع الدائر هناك منذ نحو 3 أعوام، بحسب محللين سياسيين الذين اعتبروا أن استمرار الهجمات الانتحارية ضد معاقل حزب الله في لبنان سيساهم بتسريع هذا الانسحاب.
وقال جورج علم، المحلل السياسي والكاتب الصحفي في جريدة “الجمهورية” اللبنانية، أن مرحلة انسحاب حزب الله من سوريا “بدأت فعليا ولو شارك بمعركة منطقة يبرود” في جبال القلمون شمال غربي العاصمة السورية دمشق والمحاذية للحدود اللبنانية.
وتحاصر قوات النظام السوري يبرود منذ أسبوع لاستكمال معركة القلمون التي استعادت خلالها بلدة قارة وبلدات أخرى. وتستعد عناصر حزب الله التي تحاصر المنطقة من الجهة اللبنانية لمساندة قوات النظام السوري في هذه المعركة وتشارك بالاشتباكات التي تدور هناك.ورأى علم في حديث لـ”الأناضول” أن سحب عناصر حزب الله من سوريا سيأتي في سياق خطة دولية من أجل انسحاب كافة العناصر الأجنبية المقاتلة من الأراضي السورية، سواء أكانت مع النظام أم مع المعارضة، مشيرا الى أن “هذا يحتم على حزب الله ومن ورائه إيران الانسحاب أيضا”.
ورأى أن معركة يبرود ستكون فاصلة بالنسبة لحزب الله في كلا الحالتين “فهو سينسحب من سوريا سواء انتصر بهذه المعركة أم خسرها”.وأضاف أن التفجيرات والهجمات الانتحارية التي تستهدف معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت ومنطقة الهرمل شرق لبنان، منذ الصيف الماضي “تزيد الضغط على حزب الله من أجل تسريع سحب عناصره من سوريا”.وأشار الى أن مؤيدي الحزب خاصة الذين يعيشون بالمناطق المستهدفة بدأوا يشعرون بالتململ بسبب الإنفجارات التي جعلت مناطق نفوذ الحزب شبه معزولة عن باقي المناطق اللبنانية.
واستهدف هجوم انتحاري مزدوج، تبناه تنظيم “كتائب عبد الله عزام”، المقرب من القاعدة، المستشارية الثقافية الإيرانية في بيروت، صباح أمس الأربعاء، وأوقع 6 قتلى وحوالي 130 جريحا. وهو الانفجار الثاني ضد مصالح إيران في لبنان بعد أن استهدف التنظيم نفسه السفارة الإيرانية في بيروت نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بهجوم انتحاري مزدوج أدّى لمقتل 26 شخصا وجرح 146 آخرين.
ولاحظ علم أن حزب الله استطاع فصل مشاركته في القتال الى جانب قوات النظام السوري وانضمامه الى الحكومة اللبنانية الجديدة التي تشكلت، السبت الماضي، بعد حوالي 11 شهرا من الجمود السياسي في البلاد والانقسام الحاد بين القوى السياسية المتصارعة.وأوضح أن تراجع القوى السياسية المعارضة لحزب الله عن ربط دخولها بالحكومة بانسحاب الحزب من سوريا “يعزز فرضية نجاحه (حزب الله) في هذا الفصل بين الأمرين”.
وقال إن حزب الله لم ينل حصة وزارية “وازنة” بخلاف ما حصل عليه معارضوه من قوى 14 آذار من حقائب وزارية مهمة، معتبرا أن هذا الأمر جعل هذه القوى تغض النظر نوعا ما عن مشاركة الحزب بالقتال في سوريا.واستطرد علم بالقول أن هناك “صفحة إيجابية جديدة” في لبنان بين مختلف القوى السياسية، معتبرا أن هناك تحالفا سياسيا خماسيا غير معلن متمثلا بتيار المستقبل وحزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر والزعيم الدرزي وليد جنبلاط لتمرير الانتخابات الرئاسية المقبلة والمحافظة على هذه الصفحة الإيجابية بين اللبنانيين.
وتنتهي ولاية الرئيس اللبناني الحالي ميشال سليمان في 15 أيار/مايو المقبل.من جانبه، رأى الكاتب الصحفي المقرب من حزب الله، قاسم قصير، أن سكوت قوى 14 آذار عامة وتيار المستقبل خاصة عن استمرار مشاركة حزب الله في القتال داخل سوريا وانضمامه للحكومة الجديدة جاء بعد أن حصلت هذه القوى على حصة وزارية كبيرة.وقال قصير في حديث للـ”الأناضول” أن حزب الله “مضطر للاستمرار بالقتال حاليا في سوريا وخاصة في منطقة يبرود والمناطق الحدودية مع لبنان من أجل حماية الحدود ومنع العناصر التكفيرية من الدخول الى الأراضي اللبنانية”.
وأشار الى أن حزب الله “قد يكون مستعدا للخروج من سوريا ضمن تسوية شاملة تؤدي لانسحاب كافة العناصر الأجنبية والتوصل لحل سياسي بين السوريين”.ولفت قصير الى أن الحزب يسعى حاليا لـ”عدم البروز بشكل فاقع″ في المعارك داخل الأراضي السورية وخاصة في معركة يبرود بل “سيكون معاونا للجيش السوري الذي سيكون هو في الواجهة”.وقال مصدر في حزب الله إن قوات الحزب لم تبدأ حتى الآن بالمعركة “بشكل واسع″ في منطقة يبرود، مشيرا الى أنها في طور الاستعداد لها.
وقال المصدر للـ”الأناضول” أن يبرود الآن محاصرة من قبل قوات الحزب وجيش النظام السوري مع بعض القصف بين الحين والآخر، مشيرا الى مقتل عدد من عناصر حزب الله في بعض الاشتباكات التي تدور هناك.وأشار الى أن سبب المعركة الرئيسي هو “قطع التواصل بين يبرود السورية وبلدة عرسال اللبنانية، ومنع دخول العناصر التكفيرية الى لبنان”.