أزمة بين باريس والمغرب بسبب وصف دبلوماسي للمغرب بـ”العاهرة” ومحاكمة القضاء الفرنسي لرئيس الاستخبارات المغربية
أجرى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند ليلة اتصالا هاتفيا مع ملك المغرب محمد السادس في محاولة لامتصاص الأزمة الدبلوماسية الني نشبت بين الرباط وباريس على خلفية ملفات شائكة منها محاولة اعتقال رئيس الاستخبارات المغربية عبد اللطيف حموشي خلال تواجده في باريس.
وسيطر الاحتقان والتوتر على هذه العلاقات بدءا من الخميس الماضي عندما أصدر قاضيا من محكمة باريس قرارا بإحضار رئيس الاستخبارات المغربية حموشي الذي تواجد في العاصمة الفرنسية في قمة أمنة، وذلك لاستنطاقه على خلفية دعاوي تقدم بها ماوطنون فرنسيون تعرضوا للتعذيب في المغرب، ويتهمون الاستخبارات بالإشراف على التعذيب.
وفي اليوم نفسه، أدلى الممثل الإسباني الشهير خافيير بارديم في لقاء في باريس لدعم منظمة البوليساريو التي تنازع المغرب السيادة على الصحراء الغربية بتصريحات نقلها عن السفير الفرنسي في باريس الذي وصف المغرب بالعشيقة. ونشرت الصحف الفرنسية هذه التصريحات التي تقول “المغرب مثل العشيقة التي ننام معها وليس بالضرورة مغرمين بها ولكن يجب الدفعا عنها”. وكان يلمح الى دفاع باريس عن موقف المغرب من نزاع الصحراء رغم ما يقال عن الخروقات في مجال حقوق الإنسان.
واستدعى المغرب السفير المعتمد لديه في الرباط، شارل فري الجمعة الماضية، وقدم له احتجاجا قويا، ويوم الأحد أصدر المغرب بيانا يطالب بتوضيحات حول ما اعتبره “تصريحات مهينة صادرة عن سفير فرنسا في واشنطن يصف المغرب بالعشقية/العاهرة”. وأقدم المغرب أمس على تأجيل زيارة لمبعوث للرئيسي الفرنسي حول ملفات بيئية.
وتشن صحف مغربية حملة ضد فرنسا، وتتهم الجزائر وجبهة البوليساريو بالوقوف وراء هذه المؤامرة بهدف التشويش على العلاقات الممتازة بين باريس والرباط والتشويش على زيارة الملك الى عدد من الدول الإفريقية. وقرر حزب الاستقلال التظاهر أمام السفارة الفرنسية في الرباط. وتبدي الصحافة الفرنسية اهتماما بالموضوع منذ أمس الاثنين، وتتساءل عن هذا المستجد الذي يهدد علاقات ممتازة بين بلدين.
وتأمل الدبلوماسية الفرنسية والمغربية في المكالمة الهاتفية بين هولند وملك المغرب في احتواء هذه الأزمة. وأكدت مصادر دبلوماسية أن هذه المكالمة جاءت بعدما لم تنجح التفسيرات التي قدمتها الخارجية للسفير المغرب شكيب بن موسى مساء أمس.