أرشيف - غير مصنف

الخيانة دستور الديمقراطية الجديدة !

يتردد على مسامع الناس قول الحكماء, صدّق نصف ما تراه عينك وأقل من ذلك ما تسمعه إذنك .

 ولكنّ المتتبع لحقيقة ما وصلت إليه مهازل هموم الواقع العربي , يكاد الا يصدق كل ما يراه ببصيرة عاقلته , أو ما يسمعه بحواس مداركه مع أن الحقائق الصارخة الموقظة أخذت تملأ ذاكرة التاريخ بالصور الجارحة والسطور المؤلمة .

 حقاً إنها ساعةٌ حالكةٌ سوداء بحقيقتها التي قد تجمد الدم الشريف في العروق و تربك الفكرة الصافية في الروؤس عندما تنتبه شعوب عالمنا العربي إلى ما كانوا يظنونه عدالة دولية , وهو ليس إلا مظلة تختبئ خلف عتمة حجبها دسائس الباطل وأحلاف الظلم , وتعشش تحت ظلالها الجهنمية دوائر الخيانة و بعمق كثافة سواد دخانها تحتمي زوابع جحافل الشر و العدوان.

غريبٌ هذا الصمت العربي أمام سماسرة الباطل والزيف الذين حاكوا مصالهم مع محبي الحروب ,و هذا السكوت على أصحاب العمائم المنافقة الذين هادنوا عدواً كاشحاً سرّج خيوله علينا طمعاً وامتشق سيوفه غدراً وارسل سهامه عدواناً , وملاء عواصم بلادنا دسيسة و تحيز ليوقع الاجيال في حبائل الغفلة و الحيرة و شِباك الارتباك.

 أين هو الشارع العربي الذي بالأمس كان يموج بثورة هادرة و اليوم يطفو مع أمواج الجهل مغبوناً ينتشله الغرور لموكب الأشباح المتحركة بالريبة، مع إيحاءات أقلامٌ مرتزقة تغرقه في مجهول بحار الدم  حيث القبلية و التشرذم و عصبية الانفلات حتى أمسى أكثر عوناً للأعداء قطاع الدروب و اشدُ خوفاً و حرصاً على مصالح غزاة سالبي الامم و مفتتي الشعوب.

ويحنا نحن اهل الشارع العربي والصامتون أمام تقلص ظلال العدالة الدينية وإنكماش حدودها الكونية .

 ويحكم ايها الحكام الواقفون على عتبات الباطل وانتم متشدقون بعزيمة افتراء للجم و اسكات صوت الحق.

 اي امرٍ مرٍ أصابكم إيها الامراء … إن شموخ نخلة راسخة في رمال البيداء المجدبة هي أبقى من ربوع عروشكم و صمود طفل انحله الفقر و اختطفت عمره حومات نار الغرب هو أعظم من وقفة الرجال الذين قاتلوا فوق جدران قلعة “الالمو”.

 و جهاد ماجدة عربيّة بوجه المحتل الغاصب هو أعظم من بطولات ثورة الجياع العزل الذين اجتاحوا حواجز البنادق و انصال الحراب على مداخل اسوار قلاع سجون “الباستيل”.

 و نضال جندي ثائر في حربه العادلة هو أخلد و أبقى على مسرح الوجود الكلي من انتصارات واشنطن وأكثر تأثيراً على مجرى التاريخ من هيمنة سطوة “نابليون” وارفع مجداً من ملوك “بريطانيا” واغنى عزاً من ابراج و صروح مشايخ النفط.

  وثبات شعب العراق في بغداد و النجف و الأنبار و تكريت بكل طوائفه الدينية أمام مُرِ محنته التاريخية و معه جيشه الوطني الباسل هي رمز لوحدةٍ انسانية تفتقر لها دول مستعربة و إمبراطوريات مارقة  وامم منحدرة , و التأريخ يكتب، و منا من يجهل , و أنتم لا تجهلون !

 ماذا عسانا أن نقول لأصحاب الاقلام المرتزقة التي يسيل مع مدد سطورها سموم مطامع الحاقدين على استقلالية وجودنا وتمتزج بها أوبأة الحاسدين لثرواتنا و تتلون معها أحقاد الناقمين على عزيمة صمودنا و حرصنا على تراثنا؟.

 وما نحن فاعلون لنحرك ضمائر حكامٌ مرتزقة توجتهم إرادة الأعداء وتبقيهم إصرارة سؤ نوايا التربص؟

  كيف ننفخ انفاس الحقيقة بملامح أوجه الذين لبسوا الكذب عمامة و الاحتيال كهانة و حب العظمة إمامة؟وهم على منابر الباطل بنواياهم الملتوية و ألسنتهم المعوجة نفاقاً يعظون الخلق بما لا يتعظون!

ماذا نقول إلا مهلاً امام مرآة الاجيال المستيقظة التي تبصركم وانتم بتعالٍ و تجبر فوق ظهور خيولكم وفي أياديكم سيوف الطغاة المغلفة بدماء الابرياء, و تحت عباأتكم وبرافيركم سهام الأعداء المستهدفة صدور الأطفال و النساء، و فوق اكتافكم رماح البغضاء عوالٍ مرفوعة فوق هامات الشرفاء و الأبرياء.

 ما نفع الشكوى لو قلنا مهلاً لما تبقيه ساعات اسرار الدهر في بواطن ذاكرة براعم الأجيال وهي بأستهجان تبصركم من أطراف الأعين و أياديكم في عمق خراج الغرب الواسعة تبحث بذل مستجدية “دولار أتوات” واهِبٓهُ أكثر مجلبة للدمار من عبث الماغول و أشد ظلماً من أسياف قرقوش و أشرس همجية من هجمات الصليبيين , و أعمق مفسدة لأعراف السماء من آثام “عادٍ” و مكاره ” ثمود”.

  لا بل أنتم تعلمون!!

علي خليل حايك

زر الذهاب إلى الأعلى