لم يبق للمستور سترا ولا للمكنون كنون
ما كاد ان ينقطع صفير جنونها و تتلاشئ صواعق بروقها و يبتعد اذى رعودها عادت رياح عواصف الغرب الحقود بتمردها على القيم الانسانية و بتعاليها على الاعراف الدولية و سخرها ببديهات الحرية.
رجعت بالكرة علينا و معها قوافل حلفاء امم الشر الضائعة في رمال صحراء اليم لتلفحهم نار بيداء الزوراء التي كشفت خبايا خبث نواياهم حتى لم يبقى امام عين الحق للمستور ستراً و لا للمكنون كنون .
اسمع يا اخ العرب عويل اسراب الذئاب البشرية و عواء الكلاب الجربة و من كان معهم بالامس القريب يمجدون الحرية امام احرار الدنيا و بهتاناً يتبلون على شرفاء الامة ليكونوا عيناً للاجنبي وخدماً عند العبيد، و يتحججون وهم ظالمي شعوبهم بتقديس الديمقراطية وسط دوائر البليه، يتقلبون تحت اقدام الغزاة باسطي الايدي لهبات تؤكلهم السحت معجوناً بخبز الحرام و عطايا تشربهم خمراً ممزوجاً بدم الاطفال و دموع النساء.
بلى لم يبقى للمستور ستراً، فهل سمعت عن صمود الامة برجال هزمت الجيوش الزاحفة من اعالي الجبال و اعماق الوديان و كيف اغتسلت ابدان الشهداء بمياه الدجلة و امواج بحر غزة من غبار الاحتلال، و طهرت مساعيهم طوائفنا من بقايا مخلفات عقود فتن الجيران و قشور الادران التي رماها علينا الاشقاء و حفنا بها الاقرباء!؟
انظر كيف انحنت روؤس جيوش الغرب و تقهقرت علوج الغدر و تقوصت ظهور العملاء و تحنطت حكومات العهر و النفاق بسكرات ذلات تجرع كأس سم المر و التراجع و الانهزام بعد ان كفنت عزيمة الحق بارادة الصمود كل تصورات مساويء افعال المتآمرين و ما اقترفته بحق الامه نوايا زمر الغادرين و حبائل عصابات المتربصين.
هل ترى عن بعد ما تطويه أيادي صروف الدهر او عن قرب ما يفعله حكامٌ وقروا اّذانهم لما يدور حولهم و’ثوارٌ”طمس الخوف ابصارهم عن مصائر دينهم وملتهم الى ان غلبت أغشية ضباب المصالح على نفوسهم فاستآنسوا لقبضة مكرٍ في وهم واقعة غضب،و بلحظة من إعمار الأمم سلبتنا الف عام من شقى اتعابنا المجبولة بعرق جبين اجيال اجيال اسلافنا و نهبت ثروات تراثنا الممزوجة بدموعنا و دماءنا ؟
بربك تكلم يا اخِ بلسان شهامة العرب من غير همس وبلا خوف،هل رأت عيناك على شاشات الايام همجيه الاحتلالات في “قانا”و الفلوجة و جنين و بربرة الانسانية و ديمقراطية الغزاة في غزة و مطامع الأحلام المبحرة الى نهاية أفاق المجهول امام يقظة الذل و السقوط في بيروت،و دموية انحياز الانحطاط الدولي لمجازر درعا و تل عفر و تل الزعتر؟
هل اختلفت ألوان اسلحة الفتك التي عفرت غبار الموت فوق مدينة بغداد و الآت الدمار التي دكت غزة و صور عن قبضة الردى و العبث الواقعه على اهلنا في الأنبار و حمص و صواريخ اللؤم المتساقطة على اجمل الأوطان في لبنان ؟
لا لن تتبدل خفايا نوايا من لا يكف عن محاولات زعزعتنا و استدراجنا بمرس الخديعة الى اقاصي مجاهل عصبية الطائفية و أقبية القهر تحت نار جمر جلد السيوط و في رطوبة ظلمة زنازن السجون حيث العار يتجاذبنا الى أعماق عتمة حظائر الدخلاء و مراكع العملاء, و الانحطاط يتقاذفنا للانحلال و الاضمحلال على دروب معابدّ مقدساتٍ غاياتُ سُبلها رُصفت بالجماجم و الاشلاء !؟
فمتى اختلفت تكبيرات مآذن النجف الاشرف و ادعية صلاة الموحدين في القدس و الازهر امام تضرعات المستعصمات بوجه فحيح الحية المنسابه من حول دمشق و فلسطين و البحرين، و السودان عن مساجد بغداد و لبنان حيث تموت الاطفال بمهادها جزعاً و تذوب النساء حسرة و تختنق الكهول لوعة ؟
اليست دماء المقاومين الابطال في ميادين مدن الزوراء هي بطهارة و غلاوة قطرات ندى أجفان أمهات الشهداء في العمورية و قانا؟ و آلام شعبنا في السودان هي كألام أهلنا مع شهقات أنة الموت في الصومال و اخوة لنا في اليمن و لبنان، و غصات المحاصرين من عباد الله على هضبان الجليل كغصات الموحدين الصابرين عند حصباء ضفاف الليطاني و على رمال شطأن الفرات!؟
فكيف فرقت فتاوى شيوخ الأزهر بجهالتهم فراعنة مصر الجدد لكي تجمعهم قبضة القدر على ضجيج موائد وساوس عصابات احبار الشكناز بفساد لهاثهم لألتهام ثمار فاكهة مرةٌ المزاق تدلت من أغصان شجرة حرام خبيثة،ببيع البيوت و جمع الفوائد و القروض لأفلاس الناس و سبي البلاد،و تحت ظلالها بدم بارد بالعذابات على مسارح الدهور تفنى آمال الأجيال و تتبدد متلاشية احلام الشعوب؟
هل تتشيع صفوة الصفوية بالمتعة في مدينة قم؟ لسستنة و تفريس عمائم النجف لترمي تحت حوافر خيولها عروبة مدننا و ضواحي عواصمنا،و على وقع ثقل مطارق المحتل تمزقنا باظافر الجوع و تجرحنا بدموع الأحزان،و بغضب البغضاء و التشفي تبددنا كالرماد في مهب تغيرات أرياح خريف عواصف الفتن و نقمة أوار الحروب؟
لقد تراخت ضمائر الهاشمية و ترهل حبل القرشية و نخرت الصعاب نخوة قبائل العرب حتى هان عليهم امام نور الحق نصرة من امتطوا الكرامه جواداً و امتشقوا العدالة حساماً ومن قاتلوا و استشهدوا في سبيل الحق دفاعا عن هوية عروبة الأوطان!
علي خليل حايك