فيما لا يزال الغرب يمارس ضغوطا سياسية على روسيا بسبب…
فيما لا يزال الغرب يمارس ضغوطا سياسية على روسيا بسبب انضمام القرم إليها، تتعالى في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية أصوات تدعو إلى قبول هذا الواقع.
غرايسون: على واشنطن أن ترحب بتقرير شعب القرم مصيره
على الولايات المتحدة أن تعترف بل وترحب بعملية تقرير سكان القرم مصيرهم، التي جرت من دون سفك دماء بفضل خطوات روسيا. هذا ما قاله ألن غريسون، عضو الكونغرس الأمريكي عن ولاية فلوريدا، أثناء جلسة استماع جرت في الكونغرس الأربعاء 26 مارس /آذار الماضي.
وفي رده على تصريحات زملائه حول "عدم شرعية" الاستفتاء في القرم، أعاد النائب إلى الأذهان تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أسبوعين من ذلك، الذي قال فيه "ما من شك في أن سكان شبه الجزيرة، في حال إجراء تصويت نزيه وحر، سيصوتون لصالح الانضمام إلى روسيا".
كما أعاد غريسون إلى الأذهان أن ملايين الناس عبر العالم لا يعيشون في دول يتمنون أن يعيشوا فيها. وأردف قائلا: "لعل مهمة القرن الـ 21 هي تطوير المبدأ الذي يمكن مجموعات بشرية من الاتحاد وإنشاء دول جديدة وانضمام إلى بلدان يتطلعون إلى المواطنة فيها. إنه حق الشعوب في تقرير مصيرها".
ودعا النائب الأمريكي زملاءه إلى "عدم تجاهل حقيقة أن حوالي مليونين من سكان القرم كانوا يشعرون بأنهم يعيشون في دولة لا تناسبهم". وأضاف: "في كل الانتخابات منذ نيل أوكرانيا استقلالها كان سكان القرم يصوتون لصالح القوى السياسية الموالية لروسيا. لقد رأينا قبل قليل الإطاحة برئيس دولة حظي بدعم 90% من أهالي القرم في الانتخابات. قد يقال إن إزاحته لم تأت من فراغ، لكن من وجهة نظر سكان القرم كان رئيسهم المنتخب".
بناء على ذلك قال غريسون إنه لا يرى عجبا في قرار أهالي القرم الخروج من اتحادها المصطنع مع أوكرانيا، مبررا بالكامل تصرفات روسيا في القرم: "لقد ساعدت روسيا سكان شبه الجزيرة بأنها لم تسمح للعسكريين الأوكرانيين بالتدخل في عملية الاستفتاء، فقد فعلت روسيا ذلك دون إراقة قطرة دم. تلك هي الحقيقة". حقيقة قال عضو الكونغرس الأمريكي إنها تجعل كل الأحاديث حول "العدوان السافر" و"عملية الضم" و"الحرب الباردة الجديدة" بلا أساس، مؤكدا ضرورة أن تقبل الولايات المتحدة ممارسة شعب القرم حقه الأساسي في تقرير مصيره.
فاينستاين: أمر القرم قد حسم
من جانبها اعترفت السيناتورة دايان فاينستاين رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي بأن "أمر القرم قد حسم". وفي لقاء مع قناة "سي أن أن" الأمريكية الأحد 30 مارس /آذار الماضي، أعربت فاينستاين عن أملها في إمكانية إيجاد حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية، لكنها أشارت إلى أن الوضع في أوكرانيا يعتبر مسألة يجب النظر إليها كمسألة منفصلة عن قضية القرم: "كل من يدرس التاريخ الروسي يعلم مدى أهمية القرم بالنسبة إلى روسيا ماضيا وحاضرا.. القرم يغلب عليها الطابع الروسي".
شتاينماير يدعو برلين إلى "صفاء الذهن"
أما وزير الخارجية الألماني فرانك – فالتر شتاينماير فقد أعلن السبت 29 مارس /آذار الماضي، أنه يتعين على برلين أمام تطور الأوضاع المتعلقة بالأزمة الأوكرانية، أن تتصرف "بصفاء ذهني" وأن تتجنب الوقوع في "عاصفة التصعيد العسكري"، في كل خطواتها، بما في ذلك ضمن حلف الناتو. وأكد على التزام ألمانيا بمبادئ التضامن مع حلفائها الأطلسيين حتى في الظروف المعقدة.