فوجيء الكثيرون داخل الارض المحتلة…
فوجيء الكثيرون داخل الارض المحتلة وخارجها، بالهجوم الشرس الذي شنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس على خصمه محمد دحلان اثناء اجتماع للمجلس الثوري لحركة “فتح”، مصدر المفاجئة حجم المعلومات التي اوردها الرئيس والاتهامات غير المباشرة بمسؤولية خصمه في عملية تسميم الرئيس الراحل ياسر عرفات.
المفاجأة الاكبر جاءت عندما قرر الرئيس الفلسطيني بث “مقتطفات” من هذا الخطاب بعد بضعة ايام عبر شاشة التلفزيون الفلسطيني، بعد اعلانات مكثفة عن موعد البث لجذب اكبر قدر من المشاهدين.
مسؤول فتحاوي كبير قال لصحيفة ”راي اليوم” ان اللجنة المركزية لحركة “فتح” انقسمت الى ثلاثة معسكرات حول مضمون الخطاب اولا ومسألة بثه او عدم بثه.
*المعسكر الاول: طالب بان يتم تجاهل موضوع دحلان كليا وعدم التطرق له بأي شكل من الاشكال خاصة من قبل الرئيس.
*المعسكر الثاني: كان مع الرئيس ووجهة نظره في ضرورة التصدي للسيد دحلان وكشف مخططاته للاطاحة بالسلطة والحلول محل الرئيس عباس على قمة سلطة جديدة، ومع بث الخطاب مباشرة عبر التلفزيون الفلسطيني.
*المعسكر الثالث: كان مع اعداد خطاب هاديء يتناول تسريب بعض المعلومات عن ما تردد حول لقاءات السيد دحلان مع اسحق مولخو مستشار نتنياهو على ان يظل الخطاب في اطار المجلس الثوري وعدم بثه على الهواء بأي شكل من الاشكال.
بعد مداولات في اللجنة المركزية تقرر الاخذ بالخيار الثالث، اي اشارة مقتضبة وعدم البث التلفزيوني، والسؤال الذي يطرح نفسه هو عن الاسباب الذي دفعت الرئيس عباس الى التراجع عن هذا الاتفاق والايعاز بالبث، وتفرع سؤال آخر حول الفقرات التي جرى حذفها من الخطاب؟
المصدر الفتحاوي الكبير قال لـ”راي اليوم” ان ما دفع الرئيس عباس لتغيير رأيه هو نشر تسريبات حول خطابه في المجلس الثوري تفيد بانه هاجم المشير عبد الفتاح السيسي بشراسة، ووصف ما قام به بانه انقلاب عسكري، ولذلك قرر الرد على هذه التسريبات باذاعة فقرات في الخطاب ايد فيها المشير السيسي واشاد به.
وعلمت “راي اليوم” ان الفقرات التي حذفت من الخطاب تناولت ذكر اسماء اخرى تحوم حولها الشبهات بالتورط في اغتيال عرفات، وكذلك انتقاد دولة الامارات العربية المتحدة والحماية والدعم الذي تقدمه لدحلان.