يجري الجيش…
يجري الجيش الإسرائيلي تدريبات تحاكي مواجهة جديدة محتملة مع حزب الله اللبناني، وفق ما قال أحد ضباطه.
ونقلت صحيفة “هآرتس″ العبريّة عن ضابط كبير في هيئة الأركان الإسرائيلية قوله إنّ ألوية عسكرية خضعت لتدريبات على مواجهة أخرى مفترضة مع حزب الله على شاكلة المواجهة التي حدثت خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان في 2006.
ووفقا للمصدر ذاته، فإنّ تلك الألوية باتت تتدرب الآن على حرب محتملة مع حزب الله في حين أنها كانت طيلة الثلاثين عاما الماضية تتدرب على حرب محتملة مع سوريّة. وأضافت الصحيفة أنه لأول مرة تدرّب الأسبوع الماضي لواء مدرعات ولواء مشاة على القتال في لبنان بعد سنوات طويلة تدربا فيها على القتال في سوريّة.
يشار إلى أن نحو 120 جنديا إسرائيليا قتلوا في المعارك مع حزب الله خلال حرب 2006، في حين قتل أكثر من 40 إسرائيليا في قصف صاروخي من لبنان في الحرب نفسها.
وقالت “هآرتس″ إنّه تم تجنيد جنود في الاحتياط للمناورة التي جرت الأسبوع الماضي بشكل مطابق تقريبا للطريقة التي يتوقع الجيش الإسرائيلي أن يجنّد عن طريقها جنود الاحتياط في حرب قادمة محتملة تشمل مواجهة مع حزب الله. ووصف الضابط في هيئة الأركان الإسرائيلية حزب الله بالعدو النشط والجدي، لكنّه قال إنّ لدى الجيش الإسرائيلي كل الأدوات لإلحاق الأذى به. وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن لدى حزب الله ما يقرب من ستين ألف صاروخ، وأن قسمًا منها قادر على إصابة أهداف في العمق الإسرائيلي.
ونقلت الصحيفة عن الجنرال أوهاد نجمة، وهو قائد لواء المدرعات الذي شارك في مناورة الأسبوع الماضي، أن لواءه يعلم خلال الثلاثين عاما أن مهمته هي سوريّة، وأنّ هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها لبنان هو العدو.
وحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى التقليل من الهالة التي نشأت حول حزب الله في الحرب الأخيرة على لبنان، لافتةً إلى أنّه في تشرين الثاني (نوفمبر)الماضي، هدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بقصف إسرائيل بآلاف الصواريخ إذا تعرض لبنان لهجوم إسرائيلي.
في السياق ذاته، بعث النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، برسالة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يطالبه فيها بإصدار أوامر لوقف التدريبات العسكرية، في قرية دير حنا، التي تحول القرية إلى أشبه بساحة حرب في داخل الأحياء المأهولة. وقال بركة في رسالته، إن جنود جيش الاحتلال تجري تدريبات عسكرية منذ يومين في قرية دير حنا، كما أن هذه التدريبات تجري في ساعة متأخرة من الليل، وتحول الإحياء السكنية إلى ساحة حرب كبيرة، ولا تكتفي قوت العسكر بالشوارع، بل إنها تدخل إلى الأراضي والحدائق وساحات البيوت الخاصة لأهالي القرية، ويتركون هناك آثار خراب كبير، وكأنهم في ساحة حرب خالية من البشر.
وتابع بركة قائلا، إنه علاوة على ذلك، فإن قوات الجيش تطلق أصوات أعيرة نارية وتفجيرات وهمية، ما يؤدّي إلى حالات هلع بين كل المواطنين وخاصة الأطفال، الذي شوشت التدريبات سكينتهم ونومهم في الليل.
وشدد بركة على أن هذه ليست المرّة الأولى التي تجري فيها تدريبات في هذه القرية وغيرها من القرى العربية، وكما يبدو أن الهدف هو ترهيب الناس، ولا يوجد نظام سليم في العالم يجري تدريبات عسكرية في داخل بلدات ومناطق مأهولة، وبناء على ما تقدم أطالبك بأنْ تصدر أوامرك للجهات المختصة لوقف هذه التدريبات الاستفزازية.
وفي ذات السياق، أرسل عضو الكنيست مسعود غنايم من (القائمة الموحدة) أمس رسالة لوزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعلون، يطالبه بإجراء تحقيق في الأضرار التي ألحقتها قوات الجيش والدبابات بكروم الزيتون في بلدتي عرابة ودير حنا نتيجة للتدريبات التي قامت بها قبل أيام في المكان.
وقال غنايم: إنّ دبابات الجيش قلعت العديد من أشجار الزيتون في سهل عرابة ودير حنا خلال قيامها بتدريبات في المكان، ما أدى إلى خسائر فادحة للمواطنين، وأطالب بإجراء تحقيق عاجل في الحادث، وتعويض المزارعين المتضررين، وإيقاف هذه التدريبات في القرى والبلدات العربية، خاصة أن هذه التدريبات تقام دون علم رؤساء السلطات المحلية، وفي ساعات الليل المتأخرة، ما يؤدي إلى هلع وخوف وخسائر للمواطنين. من ناحيته بعث النائب طلب أبو عرار أمس برسالة إلى وزيري الدفاع والأمن الداخلي طالبهما فيها بوقف تدريبات قوات الأمن في المناطق المأهولة بالسكان البدو في النقب. وقال أبو عرار إنّ سكانًا من قرية رخمة غير المعترف بها اشتكوا مؤخرًا من تنفيذ تدريبات بالذخيرة الحية بالقرب من القرية مما شكّل خطرًا على حياة السكان، كما قال.