تظاهر ناشطون سوريون أمام…
تظاهر ناشطون سوريون أمام مقر الصحفيين المخصص لمتابعة اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري المعارض بمدينة إسطنبول، اليوم، للمطالبة بإسقاط وتنحية رئيس الائتلاف “أحمد الجربا”.وتجمع نحو 25 ناشطاً أمام الفندق رافعين لافتات تشير إلى استيائهم من أداء الائتلاف السوري المعارض خلال فترة رئاسة الجربا، مطالبين بحجب الثقة عنه وخاصة بعد تظاهرات قبل جمعتين طالبت بإسقاطه.وقرأ أحد الناشطين بياناً جاء فيه أنهم “يطالبون بحجب الثقة عن أحمد الجربا، لأنه أبعد قوى الثورة عن الائتلاف، وجلب شخصيات تجارية وطائفية تريد التصالح مع النظام، فضلاً عن أنه رمز للفساد المالي وشراء الذمم”، على حد تعبيرهم.
وتابع الناشط قراءة بيانه مشيراً إلى أن الجربا “يرغب بفترة رئاسية ثالثة في الائتلاف مثل بشار الأسد”، متهما إياه بأنه ” سبب الاستقطاب والانقسام داخل الائتلاف والمعارضة والجيش الحر “.واتهم الناشطون الجربا بأنه ” فشل في وقف تراجع الدعم الدولي والعربي للثورة السورية، وفشل في إقامة علاقة متوازنة مع الدول الداعمة للثورة “.واستند الناشطون في بيانهم إلى ” مطلب ثوار الداخل الذين سموا جمعة باسم إسقاط رئيس الائتلاف أحمد الجربا، بحيث أنه رئيس المعارضة الوحيد الذي خصصت جمعة للمطالبة باستقالته، والوحيد الذي خرجت مظاهرات ضده في الداخل والخارج “.
ويحاول الناشطون التظاهر أمام الفندق الذي يشهد اجتماعات الهيئة العامة حيث تتواصل الاجتماعات لليوم الثاني، وتناقش ملفي الحكومة المؤقتة وملف انتخاب الهيئة السياسية للائتلاف.
وانتخبت الهيئة العامة لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، اليوم الأحد، وزيري التعليم والصحة في الحكومة المؤقتة، بحسب بيان صادر عن الائتلاف.وقال الائتلاف، في بيانه، إن “الهيئة العامة للائتلاف انتخبت اليوم محيي الدين بنانا وزيرًا للتعليم، وعدنان محمد حزوري وزيرًا للصحة في الحكومة المؤقتة، بينما لم يتم انتخاب وزيرا للداخلية بعد لعدم وجود مرشح”.وتعقد الهيئة العامة للائتلاف اجتماعًا في مدينة إسطنبول التركية، بدأ أمس السبت ويستمر حتى غد الاثنين، لانتخاب الهيئة السياسية للائتلاف، ومناقشة تقرير عن المشاركة في مؤتمر “جنيف 2″ للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية، واستكمال تشكيل وزارات الحكومة المؤقتة.وتأتي اجتماعات الهيئة العامة تزامنا مع فتح قوات المعارضة السورية جبهة الساحل شمالي محافظة اللاذقية، غربي البلاد.وسبق أن اختارت الهيئة العامة للائتلاف في نوفمبر/ تشرين ثان الماضي أحمد طعمة رئيسا للحكومة، وسمت ثمانية وزراء هم وزراء الدفاع، المالية والاقتصاد، الاتصالات والصناعة، الإدارة المحلية، العدل، الطاقة والثورة الحيوانية، البنية التحتية والزراعة، الثقافة والأسرة، قبل أن تختار الوزيرين الجديدين اليوم.ومحيي الدين بنانا المنتخب وزيرا للتعليم هو من مواليد قورقنيا في إدلب (شمال) يوم 14 يونيو/ حزيران 1948، حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة موسكو عام 1975 في هندسة التربة، ولديه خبرة في التدريس الجامعي والإدارية الجامعية تزيد عن 25 سنة.ونشط بنانا سياسيا في وقت مبكر، وتعرض للاعتقال والملاحقة من قبل المخابرات السورية مرات عدة، الأمر الذي أجبره على الخروج من سوريا عام 1986، وهو من المعروفين بدعم الثورة السورية.
أما عدنان محمد حزوري المنتخب وزيرا للصحة، فهو من مدينة حمص – حي بابا عمرو (وسط)، وولد في 15 مارس/ آذار 1970، وحصل على شهادة الدراسات العليا في الجراحة العامة في جامعة دمشق عام 1998، وعلى شهادة الاختصاص الفرعي في جراحة الأطفال من جامعة دمشق لعام 2001.وشغل حزوري منصب رئيس قسم جراحة الأطفال في مشفى الأطفال بحمص من عام 2008 حتى 2011، وعمل محاضرا في العديد من مؤتمرات الجراحة العامة وجراحة الأطفال.ومنذ تشكيل أول حكومة مؤقتة للمعارضة بالمنفى في 18 مارس/ آذار 2013، برئاسة غسان هيتو، تقاذفتها الخلافات، ما أدى إلى اعتذار هيتو في الثامن من يوليو/ تموز 2013 عن عدم متابعة مهمته، “حرصا على المصلحة العامة للثورة ووحدة المعارضة”، وفق بيان له.بيد أن الحكومة ما زالت تتلمس طريقها، ولم يظهر لها دور بارز حتى الآن في إدارة المناطق السورية المحررة أو رعاية النازحين واللاجئين.ويمثل عدم وجود مقر للحكومة أحد أبرز التحديات أمامها، إلى جانب عدم استطاعتها اتخاذ مقرات داخل سوريا خشية تعرضها للقصف من قبل قوات نظام بشار الأسد.كما تواجه الحكومة السورية المؤقتة تحديا مهما يتمثل في الموارد المالية والاعتراف الدولي بها.وفي ظل هذه الظروف والمعطيات، يبقى نجاح الحكومة السورية المؤقتة رهن بمدى الدعم الدولي سياسيا وماليا وعسكريا، والالتفاف الشعبي حولها.