هل تعلم أن كثيرا من الأميركيين يجهلون حقائق ومعلومات تكرر أمامهم بشكل شبه يومي حول تاريخ الولايات المتحدة؟ الدولة التي ينتمون إليها ويعيشون فيها. تخيل أن يسألك شخص ما في بلدك العربي عن اسم نائب الرئيس.. هل ستقول “… لا أعرف”؟
ليس أمرا غريبا أن يجهل المواطن الأميركي آخر التطورات السياسية في بلده، أو أبرز القوانين التي يناقشها الكونغرس، أو حتى موعد الانتخابات الرئاسية، ففي بلد كبير جغرافيا وأيضا من حيث عدد السكان، يتمتع باستقرار سياسي، لا تحتل قضايا السياسة أولوية في ذهن المواطن.
لكن أن تعتقد أن أول رئيس للولايات المتحدة (جورج واشنطن 1732-1799) حكم البلاد في بداية القرن العشرين وخلال الحرب العالمية الأولى، جواب يثير الاستغراب.
أميركي بالولادة وأميركي عبر التجنس
من أجل أن يكون شخص ما أميركيا، فعليه أن يكون مولودا في الولايات المتحدة، أو هاجر إليها ليصبح بعد عدة سنوات (بين ثلاثة وخمسة في أغلب الأحيان) مواطنا يحق له التصويت في الانتخابات والترشح لمناصب حكومية وحتى الخدمة في هيئة محلفين.
لكن الأميركي الذي ولد في الولايات المتحدة، هو الوحيد القادر على الترشح لمنصب الرئيس، هكذا يقول دستور البلاد.
ثمة اختلاف آخر بين الأميركي المولود في الولايات المتحدة والذي هاجر إليها، فالأول لا يخضع لاختبارات أو اجراءات، فهو أميركي بحكم الولادة، أما الثاني، المهاجر المتجنس، فيخضع لعدة اختبارات تتمحور حول تاريخ الولايات المتحدة القديم والمعاصر، والدستور وتعديلاته، واختبار اللغة الانكليزية.
وعلى أساسه، يفرض القانون على الراغب بالحصول على الجنسية أن يكون قادرا على اجتياز تلك الاختبارات التي ليست بأي حال من الأحوال صعبة أو معقدة.
فعلى سبيل المثال، تتضمن تلك الإجراءات اختبارا حول التاريخ الأميركي، تسأل سؤالا وتجيب بكلمة. من هو نائب الرئيس الأميركي؟ متى كـُتب الدستور؟ من كان الرئيس خلال الحرب العالمية الأولى؟
المثير للدهشة هنا، أن كثيرا ممن ولدوا في الولايات المتحدة لا يعرفون إجابات تلك الأسئلة.
وهذا فيديو أعدته مؤسسة “أرشيف المهاجرين”، تم فيه طرح بعض الأسئلة التي يتضمنها اختيار منح الجنسية الأميركية، على أميركيين ولدوا وترعرعوا في الولايات المتحدة.
جدير بالذكر، أن واحدا فقط من أصل 15 سألتهم المؤسسة تمكن من النجاح في الاختبار، وهو ما يعني الاجابة عن ستة من أصل 10 أسئلة.
نسبة نجاح هذه العينة في اختبار الحصول على الجنسية الأميركية كانت أقل من سبعة في المئة، بينما تبلغ نسبة اجتياز المهاجرين الذين يتوجب عليهم الخضوع لهذا الاختبار للحصول على الجنسية، 91 في المئة.
فماذا لو كان على جميع المواطنين الأميركيين (حتى أميركيو المولد) الإجابة عن هذه الأسئلة للحصول الجنسية؟
يشير استطلاع أعدته صحيفة “يو أس أيه توادي” الأميركية عام 2012 تضمّن 10 أسئلة لاختبار الجنسية، إلى أن 65 في المئة فقط من المشاركين حصلوا على نتيجة “ناجح”، بينما أظهر استطلاع مماثل لمجلة نيوزويك أن هذه النسبة كانت 62 في المئة.