منذ نحو عام والأخصائيون في مجال التكنولوجيا يحاولون دون جدوى أن يرفعوا الوعي بين الأميركيين بشأن قضية “حيادية الإنترنت” والقوانين المثيرة للجدل التي قد تسمح لبعض الشركات دون غيرها باتصال سريع بالإنترنت، ما يهدد المساواة على الشبكة. غير أن الإعلامي الساخر جون أوليفر، شرح القضية بطريقة فكاهية مثيرة واستطاع تشجيع نحو 50 ألف شخص على إرسال تعليقات للموقع الحكومي الموكل بالقضية… فأدى ذلك إلى انهيار الموقع.
وتدور قضية حيادية الإنترنت حول مجموعة من شركات الاتصالات (وفي مقدمتها كومكاست وفيرايزون وتايم وورنر) التي تطلب من مفوضية الاتصالات الفدرالية FCC أن تخصص مستويين للإنترنت، مستوى سريع للشركات التي تدفع مقابل ذلك، ومستوى أقل سرعة للشركات التي لا تدفع.
وقد لفت جون أوليفر، على برنامجه Last Week Tonight with John Oliver على قناة HBO الانتباه إلى أن هناك تضاربا في المصالح لدى رئيس مفوضية الاتصالات الفدرالية توم ويلر الذي عينه الرئيس أوباما حديثا، لأن ويلر كان يعمل سابقا مع مجموعة ضغط تقوم بحث الحكومة على سن قوانين لصالح شركات الاتصالات.
وأشار أوليفر، الذي سبق أن عمل مع برنامج جون ستيوارت “ذا ديلي شو”، إلى أن شركة كومكاست أنفقت أكثر من 18 مليون دولار العام الماضي من أجل الضغط على الحكومة، ما يعني أن القرارات الحكومية بهذا الشأن لا يمكن أن تكون مستقلة.
انهيار موقع مفوضية الاتصالات بسبب كثرة التعليقات
وبعد أن شرح أوليفر المحادثات التي تجري بين شركات الاتصال ومفوضية الاتصالات الفدرالية بشأن شراء خطوط اتصال سريع بالإنترنت، لفت انتباههم إلى أن المفوضية تستقبل تعليقات المواطنين بشأن القضية، ووجههم إلى موقع fcc.gov/comments التي يمكنهم فيه التعبير عن مخاوفهم من تعدي شركات الاتصالات على “حيادية الإنترنت”.
وقد بثت الحلقة الأحد الماضي، وما إن أتى يوم الاثنين إلا وقد تلقت المفوضية أكثر من 45 ألف تعليق، ما أدى إلى انهيار الموقع.
وقد نشرت المفوضية تغريدتين تعتذر فيهما عن “صعوبات تقنية في نظام التعليقات” على الموقع.