اعتمد بعض النشطاء السورين على الأنشطة الساخرة للتعبير عن رفضهم لانتخابات بشار الأسد ورأوا بأن إعطاء الأمر مساحة أكبر من تلك الزاوية يعد جهدا في غير محله ، وإعطاء تلك المهزلة حجما أكبر مما تستحق ، وهي لاترقى بحسبهم لاكثر من السخرية منها ومتابعة الطريق دون الالتفات لها ، قناعة دفعت مجموعة من النشطاء لتشكيل فريق خاص يجمع بعض المواقف والفيديوهات والأغاني و البوسترات و التسجيلات الصوتية .. ويعيد انتاجها بطريقة تهكمية تحمل رسائل وعميقة ساخرة من النظام الأسدي و من مسرحية الانتخابات المكشوفة التي يريد من خلالها إعادة إنتاج نفسه واكتساب الشرعية المنزوعة منه أصلا وهوما قاله رامي حاتم أحد منسقي تلك الحملة.
كانت السخرية وسيلة هامة استخدمها نشطاء الثورة للوقوف في وجه قمع النظام و إجرامه بحق الشعب السوري منذ انطلاقها لأنهم وجدوا فيها طريقا أقصرلتأكيد تمردهم وكسرهم لحاجز الرهبة ، و كانت تلك الوسيلة أحد أوجه الحراك المدني السلمي الذي تحدث عنه العالم أجمع .. رغب منسقوا تلك المجموعة الشابة بإعادة إحياء هذا الجانب الثوري الثقافي العميق والذي كما يعتقد رامي بأن له تأثيرا كبيرا يفوق تأثير أي صور أو خطابات مباشرة ، مشيرا إلى أن توقف هذا الخط الساخر من النظام بروحه العالية ورسائله العميقة انعكس سلبا على الروح المعنوية للثواروعلى صورة الثورة .. فمن المهم للغاية إعادة إحياء هذه الروح السائدة و بالتالي العمل على رفع الروح المعنوية للسوريين من جديد و على تنشيط الحراك المدني الذي تراجع بوضوح بعد أن ساد صوت الرصاص و علا فوق كل صوت على الأرض السورية .
تفاعل واضح مع مخرجات هذا الحملة خفيفة الظل كما يراها البعض فالفيديواهات و المنشورات حققت مشاهدات عالية نسبيا و الأهم من ذلك تم تغطيتها من قبل العديد من وسائل الاعلام العربي و الغربي فبات استخدام الأفلام الكرتونية الشهيرة وإعادة مونتاجها بصوت ومحتوى كلامي وقصصي جديد إضافة لإعادة إنتاج الأغاني الفلوكلوية والمقاطع التمثيلية الشهيرة بطريقة ساخرة يعاد صياغة مفرداتها بما يتناسب وروح موضوع الامنتخابات والعبث ببروموهات وبوسترات حملة النظام الانتخابية وصوره ، جميعها تلقى رواجا كبيرا وتبعث الابتسام والاهتمام بالفكرة
مجموعة نشطاء عددهم لايتجاوز خمسة عشر شخصا لهم اختصاصات متنوعة كانوا قوام الحملة الساخرة ، منهم الكاتب والمفكر و والشاعر وخبير الصوت و المونتاج و الراصد موزعين ما بين داخل سورية و خارجها ، يعملون بشكل جماعي لإعادة إنتاج أغنية أو بوستر أو اسكتش مسرحي ، همهم الوحيد كما يشير رامي هو إبراز موقف السوريين الرافض والساخر من النظام ومن كل ما ينتج عنه ، وإتاحة مساحة جديدة مختلفة لمشاركة السوريين في مقاومة النظام من خلال السخرية وإعادة صورة السوريين الأولى من جديد بعد أن طغت صور هي أبعد ماتكون عن حقيقتنا يصف رامي صور السوري الثائر بدقة كما يراها “شباب ثوريين مدنيين أصحاب ثقافة يملكون الحس الفكاهي والذكاء هؤلاء نحن كما نرى أنفسنا وكما نريد للسوريين أنفسهم وللعالم أن يرانا أما الهدف الأبعد والأهم فهو إعادة تسليط الضوء والتركيز على النظام بأنه مصدر المشكلة الأساسية”
وعن جدوى مايقومون به يقول سليم وهو مشارك آخر في هذا النشاط ” انتخابات الأسد غير شرعية بشهادة الجميع ونحن نعرف أنها ستتم ولن تتوقف لأننا نرى تواطئ المجتمع الدولي معها ولذلك ابتعدنا عن إطلاق أي حملة مضادة هدفها إيقاف الانتخابات أو مقاطعتها مثلا .. لأنها لن تتوقف حتما و المقاطعة و إن حصلت فسيتم تغطيتها من خلال مارأيناه من غش وتدليس وكذب وتغطية إعلامية وتزويرمن قبل النظام المتمرس على هذه الافعال ، لذلك آثرنا الابتعاد عن التعامل مع الانتخابات بهذه الطريقة و قررنا أن خير طريقة للتعامل مع هو تسخيفها و تعريتها أما العالم أجمع و هذا ما عملنا عليه ..
سعاد خبية