إنه أحد أعنف منتقدي الحكومة السعودية، وله أكثر من 1.5 مليون متابع لتغريداته المشتملة على معلومات داخلية عن تجاوزات العائلة الحاكمة للبلاد.
لمدة ثلاث سنوات أحدث «مجتهد» قلاقل في مجتمع تسوده الرقابة؛ لكن هويته ظلت لغزا كاملا.
مغردا باسم «مجتهد» (@mujtahidd)، كشف الحقيقة حول اقتطاعات الأسرة للأراضي والصفقات العسكرية المشبوهة والتلاعب بالمناقصات العامة.
يستهدف بشكل رئيسي الملك عبد الله وأبناءه، لكنه أيضا يتعقب بسخرية وزير الدفاع «سلمان بن عبد العزيز» ورئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الشيخ «عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ».
تغريداته تكشف معلومات خاصة بما في ذلك حجم القصور وتفاصيل خطط سفر أعضاء الأسرة الحاكمة وأحوالهم الصحة.
يقول «مجتهد» في مقابلة مع موقع أوزي دوت كوم (ozy.com) عبر الدردشة على شبكة الإنترنت: «أريد أن أساهم في التغيير بالمملكة العربية السعودية».
يتابع: «إن الكشف عن الفساد يساهم في تسريع التغيير السياسي. كلما كان الشعب أكثر وعيا بما يجري حوله، كلما كان جاهزا للفعل».
«مجتهد»، يعترف بكونه عربيا ذكرا، ولكن لن يعطي مزيدا من التفاصيل.
في بلد حيث حرية التعبير تحب السيطرة المحكمة وجدار حماية الإنترنت هناك أحد أشد الجدران في العالم، يتجشم مجتهد مخاطر شديدة جدا.
الأمير «عبد العزيز بن فهد» وصف «مجتهد» بأنه «أداة مأجورة» بعد أن اتهمه المغرد المجهول بالفساد.
أفلتت السعودية إلى حد كبير من الانتفاضات التي انتشرت بمختلف أنحاء الشرق الأوسط خلال الربيع العربي في 2011.
لقمع أي قلاقل، زادت السعودية الإنفاق على الخدمات الاجتماعية، وحظرت الأحزاب السياسية وسجنت أو حتى أعدمت المعارضين السياسيين.
رغم ذلك، يواجه النظام تدقيقا متزايدا من ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، وانخفاض احتياطيات النفط واتهامات بدعم الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية، رغم كونه حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
في السعودية 2.4 مليون مستخدم تويتر نشط، وهو أعلى رقم في المنطقة.
هناك الآن تساؤلات حول خلافة العرش السعودي، فالملك«عبد الله» يبلغ سنه الآن 90 عاما، وتضم أسرة آل سعود، التي تحكم البلاد منذ القرن الثامن عشر، آلاف الأعضاء في ستة فروع رئيسة متناحرة.
حقيقة أن قيادة الدولة لم تتعقب «مجتهد» لوضع حد لتغريداته المتمردة حول الصراع الداخلي والفساد يشير إلى أن له أنصار في مناصب عليا.
عنوان حسابه البريد على جيميل Gmail معروض على حساب تويتر الخاصة به، وسوف من السهل التعرف على عنوان بروتوكول الإنترنتIP الخاص به.
يقول «مجتهد» إن الحكومة لا يمكنها الكشف عن هويته لأن ذلك سيكون: «محرجا».
وأضاف: «سيكون ذلك مثل القول بأن رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض جاسوس روسي».
من الواضح أن لتغريداته قوة؛ في 2012، أطلق تغريدات حول عدم كفاءة مدير وكالة المخابرات – وفقد الرجل وظيفته.
لكن توقعاته بأن يتحول الصراع الداخلي في الأسرة المالكة إلى أعمال عنف لم تتحقق حتى الان.
في إحدى المرات غرد مخاطبا الأمير«عبد العزيز بن فهد»، أحد الذين يستهدفهم بشكل متكرر: «هل صحيح أن قصرك في جدة كلف مليار دولار لكنك طلبت 6 مليارات دولار ووضعت الباقي في جيبك؟».
الأمير وصف «مجتهد» غاضبا بأنه «أداة مأجورة» – لكن «مجتهد» يصر على أن الأمير هو مجرد أحد «أفضل الأمثلة على الفساد».
إن كان هذا المغرد المنشق لديه القدرة على رؤية حلمه في إنشاء حكومة شفافة خاضعة للمساءلة يتحقق، فهذا ما سنراه في المستقبل.
المصدر | نيوز دوت كوم أستراليا – ترجمة فارس الراشد، الخليج الجديد