قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، إن العواصم الغربية شعرت بالارتياح بعد انتهاء الحرب الباردة بين ممالك الخليج، والتي كانت بالنسبة لها أخطر من الصراع بين السعودية وإيران.
وأوضحت الصحيفة أن قطر دفعت ثمنا ثقيلا لسياستها الموالية للإسلاميين خلال العام الماضي، إذ قبلت العودة للعمل تحت نفوذ السعودية من جديد، خلال قمة الدوحة الأخيرة.
قطر تعود إلى النفوذ السعودي
وتسبب موقف قطر الموالي للجماعات الإسلامية وبخاصة الإخوان المسلمين في مصر، من اتخاذ دول الخليج بعض الإجراءات ضد قطر، وعلى رأسها سحب الإمارات والبحرين والسعودية سفرائها من الدوحة، كتحذير قوي لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد.
وشهد منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تحولا في العلاقات المتوترة بعد إعلان الهدنة وفتح صفحة جديدة، ونشرت غالبية الصحف الخليجية صورة لأمير قطر يقبل جبين العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبدالعزيز، كمؤشر لعودة العلاقات من جديد.
وبعد هذه الصورة، أجرى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد، زيارة غير متوقعة إلى الدوحة، وانتشرت صورة له مع أمير قطر يتجولان متشابكي الأيدي.
واكتمل هذا الوفاق خلال القمة الأخيرة لمجلس التعاون الخليجي في قطر بداية الأسبوع الحالي، والتي لم تكن متوقعة الحدوث منذ أسابيع قليلة.
ارتياح في الغرب
وبحسب الصحيفة، فإن العواصم الغربية شعرت بالارتياح لانتهاء “الحرب الباردة” بين الممالك الخليجية، التي أدركت أن المشاحنات بينها أصغر بكثير من التهديدات المشتركة التي تواجهها.
واندلع الخلاف بين الدول الخليجية بسبب دعم قطر للإخوان المسلمين في مصر، في ظل تصميم الإمارات والسعودية إلى وضع حد لانتشار الإسلام السياسي في العالم العربي، ومطالبة قطر بمشاركتها في هذه السياسة.
وعرضت قطر بعض التسويات منها مطالبة العديد من قادة الإخوان مغادرة أراضيها، وعلى رأسهم القائد الروحي للجماعة الشيخ يوسف القرضاوي، الذي لم يظهر منذ عدة أسابيع في برنامجه الأسبوعي على قناة “الجزيرة”.
مخاوف من تعثر المصالحة
وعلق المحلل الإماراتي والمتابع لهذا الملف، حسن حسن، على الاتفاقية بالقول إن “قطر تعهدت بعدم التدخل في شؤون الدول الخليجية الأخرى، وكذلك إجبار قناة الجزيرة على التوقف عن سياساتها الهجومية على دول الخليج، وكذلك وقف سياستها المحابية للإخوان”.
وأوضح أن “قطر تريد دائما أن تشتري الوقت وتؤخر اللعبة، لكن دول الخليج تريد الانتهاء من هذه الأزمة، وإخبار قطر بأنها جادة، لكن الأمر لم يصل إلى فرض عقوبات”.
وتكثر الشكوك في دول الخليج بشأن عمق هذه المصالحة وإمكانية استمرارها، وأول اختبار ستتعرض له هذه المصالحة يتمثل في الأزمة الليبية، حيث تدعم قطر والإمارات جماعات متنازعة تدخل البلاد في حرب أهلية.