قالت الإذاعة الألمانية “dw” إن الدعم الخليجي له مكانة قوية في الاقتصاد المصري، حيث يبحث الخليجيون عن حلفاء لهم في مواجهة “داعش” والحوثيين وإيران، وقد تلعب تركيا السنية دورا مهما في ذلك ولكن من خلال تمويلات خليجية تساهم في المصالحة بين مصر وتركيا.
وأضافت الإذاعة في تقرير لها عن العلاقات المصرية الخليجية، أنه لا يكاد يمر يوم دون أن تتناقل وسائل الإعلام أنباء عن حدوث انفجارات أو عمليات إرهابية في سيناء أو القاهرة أو في إحدى المدن المصرية، وبالتالي يكون قطاع السياحة من أكثر القطاعات تضررا في بلد يعمل جاهدا من أجل استعادة الثقة في اقتصاده المنهمك أساسا والذي زاد تأزما منذ سنوات الاضطرابات السياسية التي عقبت ثورة 25 يناير 2011.
وتابعت: “يأتي ذلك في ظل قيام الولايات المتحدة بتقليص جزء كبير (مليار و300 ألف دولار) من مساعداتها المخصصة للمؤسسة العسكرية المصرية، عقب الإطاحة بحكم محمد مرسي، وما تبع ذلك من قمع دموي ورد فعل عنيف على احتجاجات أنصار الإخوان المسلمين”.
وأوضحت الإذاعة أن القيادة المصرية تحاول البحث عن سبل للخروج من الأزمة الاقتصادية، ومازاد الطين بلة هي تلك الاضطرابات التي عصف بالمنطقة على غرار ليبيا والتي كانت توفر أماكن عمل لنحو مليوني مصري، حسب تقديرات مصرية.
وأكد خطار أبو دياب، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، لـ”dw” أن الدعم الخليجي، تحديدا من السعودية والإمارات والكويت، يشكل “بالون أوكسيجين” للاقتصاد المصري، مضيفًا: “لولا المساعدات الخليجية السخية لمصر منذ يوليو2013 لكان وضع الاقتصاد المصري أسوأ بكثير، هذه المساعدات التي بلغت 23 مليار دولار والتي قدمتها السعودية والإمارات والكويت لمصر كمنح ومساعدات بترولية وودائع بالبنك المركزي على مدى الثمانية عشر شهرا الماضية شكلتشريانا حيويا في الاقتصاد المصري”.
وأوضحت الإذاعة أن لكل شيء له سعر في المقابل، مقتبسة تحليل “وول ستريت جورنال”، الأمريكية، عن العلاقة الخليجة المصرية، بأن تلك العلاقات القائمة على المال جعلت الرئيس السيسي في عيون أغلب المصريين مجرد “دمية في يد الخليج”.
وأشارت الإذاعة إلى أن السيناريو الآخر الأكثر ترجيحا –المنطلق من تزامن زيارة السيسي للسعودية مع تواجد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المملكة– هو حدوث تقارب مصري تركي برغبة سعودية، ما يعني ضرورة تقديم تنازلات سياسية داخلية لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة “منظمة إرهابية” والتي تعد تركيا وقطر من أكبر داعميها في المنطقة.
وفسر الخبير”أبودياب” لـ”dw” أن التقارب بين مصر وتركيا قد يكون أمرًا مستحيلا في الوقت الحالي قائلًا: “الخلاف بين الطرفين التركي والمصري كبير، فالرئيس الإسلامي أردوغان يعتبر أن ما حصل في مصر انقلاب، وفي تركيا هناك تخوفات من حدوث انقلابات عسكرية وبالتالي فإن أردوغان يخشى من تكرار السيناريو المصري في تركيا.
كما يستبعد أبو دياب أن يقوم الرئيس المصري بتنازلات سياسية فيما يتعلق بمصير جماعة الإخوان المسلمين التي صنفتها منظمة إرهابية لأنها قد تشكل خطرا على وجوده. ولكن التقارب مع تركيا السنية في ظل طموحات الهيمنة الإيرانية والاضطرابات في المنطقة قد تشكل “طابعا استراتيجا وجوديا”، حسب الخبير أبو دياب، فهل يتم التقارب مع أنقرة مع أنقرة أيضا من خلال المساعدات الخليجية لمصر؟
في المقابل، فإن “نجاح مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في منتصف مارس المقبل رهن بدول الخليج ورجال الأعمال الخليجيين. ففي الصيف القادم، ستكون مصر –كما حدث في الصيف الماضي – بحاجة إلى مساعدات نفطية بالمليارات لتغطية حاجياتها من الطاقة. كما إنه “من المنتظر أن تمول السعودية والإمارات صفقات الأسلحة المصرية من روسيا” وفق ما كتبت صحيفة تسايت الألمانية في تقرير نشرته أخيرا.