في أول ظهور له بعد عودته من “مشوار” المعارضة السعودية بالخارج، يخرج د. كساب العتيبي عن صمته ويتحدث عن أسباب عودته، وأسباب خروجه من قبل، وتقييمه للمشهد الحالي، بل واستعداده للاعتذار عما بدر منه في حق الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية وولي العهد الجديد، ليفتح بهذا صفحة جديدة مع النظام السعودي، وجبهة جديدة أيضًا مع الذين اتهموه بالتنازل عن مبادئه التي هجر وطنه لأجلها سنوات.
قضى العتيبي 21 عامًا من المعارضة في الخارج، وخرج مع جناحي المعارضة السعودية د. سعد الفقيه، ود. محمد المسعري في التسعينيات، ثم انفصل عنهما.
ولكن لوحظ تغير لهجة العتيبي في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد موقف محمد بن نايف مع والده المريض، عندما أمر بنقله بطائرة خاصة من الجوف إلى الرياض لتلقي العلاج، ثم عاد للبلاد بشكل مفاجئ دون إبداء الأسباب، وبعد تسرب أخبار– انفرد بها (شؤون خليجية)- عن صفقة تم توقيعها بينه وبين بن نايف بوساطة قطرية، وتقضي بتعويضه ماليًا عن عدد سنوات غربته، على أن يعود للبلاد في أقرب وقت.
وأكد العتيبي خلال استضافته في برنامج “يا هلا” على قناة “روتانا خليجية” مساء أمس الإثنين، تلقيه أكثر من عرض سابقًا للعودة إلى المملكة منذ العام 1994 وحتى عودته مؤخرًا، كاشفًا عن تلقيه عرضًا للعودة من الأمير بندر بن سلطان، وهو في تركيا، لكن الأمر لم يتم.
وأوضح العتيبي أن قضية معتقلي الرأي من أهم القضايا التي تحتاج إلى معالجة، مشيرًا إلى أنه لو التقى الأمير محمد بن نايف ولي العهد وزير الداخلية فسيناقشه فيها.
ومن أكثر ما أثار الجدل عبر تويتر، حديثه أمس عن استعداده للاعتذار للأمير محمد بن نايف عما بدر منه من كلمات وتغريدات قاسية، موضحًا أن موقف بن نايف الإنساني مع والده أثر فيه كثيرًا، ومن الأسباب الرئيسية التي شجعته على العودة، بجانب الظروف التي تغيرت في المملكة، ونصائح أصدقائه بأن بلده أولى به وهو أولى بها.
وأفصح العتيبي عن محاولة للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، لاستخدامه مخلبًا ضد بلاده، متابعًا: “لم أتجاوب مع محاولات الليبيين، ورأيت أن محاولات استغلالي ضد بلادي إهانة لي”.
كما تحدث عن اختلافه مع د. سعد الفقيه، ود. محمد المسعري، بعد خروجهما إلى لندن، موضحًا أنه لم تكن لديه حصانة فكرية ولا سياسية، وأنه عارض فكرة إسقاط الحكم.
أيضًا تحدث عن ذهابه لإسرائيل بعد أن رفضت الأردن دخوله، مؤكدًا أن الإسرائيليين استقبلوه وعاملوه أفضل من العرب!.
وقد تداول المغردون بشكل واسع مقاطع الفيديو لحديث العتيبي، وخاصة الأجزاء التي يتحدث فيها عن الأمير محمد بن نايف، كما تم تفعيل الهاشتاق الذي سبق وأن دشنه النشطاء فور عودته بعنوان: (كساب_العتيبي_يعود_إلى_السعودية).
موقع (شؤون خليجية) رصد أهم تلك التغريدات التي كانت في أغلبها تهاجم العتيبي، وبعضها اعتبره عاد للصواب.
يقول أبو صالح الجنوبي: “اللهم يا مثبت القلوب ثبتنا على طاعتك ولا تجعلنا مثل كساب العتيبي دون هدف”.
وقال صاحب حساب السجين: “ما أعظمك أيها الريال، اجتمع عليك القطيع”.
فيما سخر جابر من الحديث عن بن نايف بهذا الشكل قائلًا: “كل إشي ولا التعرض للأئمة المعصومين أمثال محمد بن نايف قدس الله سره، وآية الله سلمان بن عبد العزيز.. ذبحكم الخوف من البشر لا من رب البشر”.
كما تساءل صاحب حساب “جدة”: “هذا كيف غسلوا مخه!”.
ورد عليه الشقردي قائلًا: “يقولون بعشرين مليونًا عن كل سنه كان فيه برا المملكة”.
فيما توجه مساعد عبد ربه الدوسي للناشط السعودي المعارض عمر بن عبد العزيز، قائلًا: “ارجع يا عمر بن عبد العزيز.. نصيحة الوطن يحتوي الجميع، هداك الله.. شاهدت مقابلة كساب!.. الرجل يعيش بكل حرية ومعزز ومكرم”.
ورد عبد العزيز متهكمًا: “خاصة الحاير وذهبان من شدة الاحتواء في تكدس بالزنازين”، متابعًا: “يا عماه.. لو علمت حجم الرضا والنعيم الذي نحياه والراحة والطمأنينة في أنفسنا، لأدركت أن الأمر أكبر من مجرد العودة”.
وعندما سأل مغردون عمر بن عبد العزيز عن رأيه في عودة العتيبي وحديثه الآن، استشهد بتغريدة سابقة يقول فيها: “الحياة كمطبل سهلة وفيها الكثير من المكاسب، لكنها والله ثقيلة على النفس وموجعة للضمير”.