سيناريو إسرائيلي يتوقع تقسيم لبنان بعد تقسيم سوريا وسقوط الأسد
سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد ستترتب عليه نتائج أخرى غاية في الخطورة من بينها تفكك سوريا لجيوب عرقية ودينية الأمر الذي سيؤثر على جارتها لبنان أيضا، فضلا عن رد إسرائيلي على هجمات محتملة لتنظيم حزب الله ما يفاقم من أزمة اللاجئين وينسف جهود مساعدتهم دوليا.
هكذا رصد موقع “جلوبز” الإسرائيلي النتائج المترتبة على سقوط الأسد لاسيما مع فقدان قواته السيطرة على العديد من المناطق في اﻵونة الأخيرة واحتمالية تفككها في القريب العاجل:
وإلى نص التقرير:
المشهد شديد التعقيد في منطقة الشرق الأوسط وربما يغدو أكثر تعقيدا، فالمحور الشيعي شمالا (إيران والعراق والرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم حزب الله اللبناني) في حالة مواجهة مع المحور السني جنوبا (مصر والأردن والسعودية والدول الخليجية).
وما يضيف إلى ذلك الارتباك محاولة إيران تطويق المحور السني في اليمن، وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، ويبدو أن المحور الشمالي على وشك أن يعاني تمزقا جديدا، حيث تشير التقارير إلى أن قوات الأسد قد استنفدت وربما تتفكك في وقت قريب وتطور مثل ذلك قد يترتب عليه اﻵثار التالية:
1-تفكك سوريا إلى جيوب عرقية ودينية وتختفي كدولة صاحبة كيان، ومن الممكن أن تستضيف الأغلبية السنة مجموعة من الفصائل المقاتلة بما في ذلك تنظيم داعش وجبهة النصرة وفصائل أخرى وبعض الموالين لهم من الغرب أو حتى من الدول السنة، أما الأقلية العلوية ستحاول حماية نفسها مستعينة بالمساعدات الإيرانية.
2- تحرك حزب الله نحو الجيب العلوي للمساعدة في حمايته، وبعض من قواته ستعود للبنان، و ستتصاعد الأزمة السياسية وأزمة اللاجئين داخل لبنان للدرجة التي تجعلها تختفي هي الأخرى كدولة وتنقسم إلى جيوب على أسس عرقية ودينية بما في ذلك السنة والشيعة والميسيحيون والدروز.
السنة والمسيحيون والدروز سيقعون بين فكي كماشة العلويين شمالا وحزب الله جنوبا أما ما تبقى من الجيش اللبناني، المسلح من السعودية والولايات المتحدة، قد يتصرف كميليشيا للجيب غير الشيعي.
3- حزب الله قد يتلقى أوامر من أسياده الإيرانيين بالهجوم على إسرائيل من لبنان ومرتفعات الجولان باستخدام الصواريخ وسيكون الرد الإسرائيلي كاسحا وسيؤدي ذلك في النهاية إلى أزمة لاجئين أشد قسوة مما عليه اﻵن، وستسحق الجهود الإنسانية الدولية.
التدخل المباشر للقوات الإيرانية في سوريا سيضعها في مواجهة مباشرة مع تنظيم داعش، وسيستمر قصف دول التحالف لمعاقل التنظيم الأمر الذي سيعود بالنفع على إيران وعلى القوات المتحالفة معها، وستستطيع إسرائيل تركيز قوتها العسكرية شمالا مع حلفاءها مصر والأردن وحليفتها الجديدة السعودية.
وقبل الموعد النهائي للاتفاق النووي في 30 يونيو، من المحتمل أن يتم إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط المحيرة بأكملها، الأمر الذي بدوره من المحتمل أن يتسبب في سلوك أكثر عنفا من جانب إيران المحاصرة، وعلى الرغم من أن مثل ذلك السلوك قد لايؤثر فقط على إدارة أوباما، الملتزمة بإبرام اتفاق مع النظام الإيراني كليا لكنه ربما يمنح الدول الأخرى المشاركة في المفاوضات مثل فرنسا أفكار أخرى أو يحفزها على رفض إبرام أي اتفاق.