كان جديرًا أن يحوز لقب “أيقونة الثورة”، بعد وقوعه ضحية للتعذيب، في 6 يونيو عام 2010، حينما وقف في وجه الشرطة، ليكون شرارة انطلاق تظاهرات عدة بالإسكندرية والقاهرة، إيذانًا ببدء خروج دعوات لثورة قادمة، على حد وصف نشطاء سياسيين.
فمع بدأ الاحتجاجات في الشارع أنشأ بعض النشطاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تحت اسم “كلنا خالد سعيد”، والتي كانت فيما بعد أهم أدوات الدعوة للخروج في 25 يناير 2011، وعقب مرور 5 سنوات من هذه الاحتجاجات، شهدت الفترة الأخيرة محاكمة عدد من النشطاء الداعمين لقضية خالد سعيد، لتأتي الذكرى الخامسة عليهم وقد سجن بعضهم.
يقول هيثم الحريري القيادي بحزب الدستور: “مصر فيها دلوقتي ألف خالد سعيد”، مؤكدًا أن الظروف التي شهدت مقتله على يد الداخلية، مازالت موجودة حتى الآن، من قتل وتعذيب، معتبرًا أن الأمر ازداد سوءًا عما كان عليه قبل ثورة يناير.
وأشار الحريري إلى الحوادث المتكررة من قبل الداخلية مثل الاعتداء على المحامين، كذلك ما يتم من حبس نشطاء مثل ماهينور المصري ويوسف شعبان موضحًا أنهم من أكثر النشطاء متابعة لقضية خالد سعيد.
وأضاف أنه بعد مرور 4 سنوات على الثورة يتم إقصاء الصحفيين، مؤكدًا أن حرية التعبير والكرامة شهدت تراجع كبير، معلقا “الحاجة اللي رجعت أكثر قسوة هي الداخلية”.
وعن موقف أسرة خالد سعيد قال: إن الأسرة تحملت خلال السنوات الماضية اتهامات وتعليقات كثيرة، وأنه لا يستطيع أن يحملهم أكثر مما يحتملوا، مؤكدًا أن الحكم الذي صدر ضد قتلة خالد لم يعط الأسرة حقها.
وأوضح أن عدم وجود فعاليات لإحياء ذكراه جاء بسبب أن الحكومة لا تؤمن بحرية الرأي أو الديمقراطية، وتمنع المصريين من حقهم في التعبير عن الرأي سواء قولا أو كتابة، وهذا عكس ما حاول الرئيس السيسي إظهاره في زيارته الأخيرة لألمانيا، على حد زعم الحريري.
من جانبه قال “أحمد العطار” أمين حزب مصر القوية بالإسكندرية، أن حق خالد سعيد لم يأت حتى الآن رغم مرور 5 سنوات، معلقا” بل بالعكس في أكتر من خالد سعيد”.
وأضاف العطار أن كل من نادى بحق خالد سعيد أصبح اليوم خلف القضبان، وكل من ارتكب جريمة في حق خالد سعيد أو في حق غيره من ضحايا التعذيب، طلقاء يعاملون كأبطال في مشهد وصفه بـ “العبثي”.
وأكد أن خالد سعيد سيظل رمزًا للتعذيب واعتداءات الداخلية، وسيظل ضحية وحشية الداخلية، مشيرًا إلى واقعة الاعتداء على محامي دمياط من قبل نائب مركز شرطة فارسكور.
وأوضح أن التعامل مع “خالد” لن يكون من موقف أسرته، وأن التعامل مع قضيته لكونه إنسان مصري أهين، وانتهك حقه، حتى إن كان مخطئًا، مؤكدا أنه رمز بغض النظر عما يحدث الآن من عائلته، وهو ضحية يقتص له حتى الآن.
وأرجع العطار عدم وجود أي فعاليات لإحياء الذكرى الخامسة لخالد سعيد، إلى أن مصر الآن تعيش جذر ثوري، وأن الثورة حاليا في أضعف مراحلها، معلقا “الثورة حترجع ومامتتش والمعركة لسه مستمرة.”
بينما رأى “محمود فرغلي” المتحدث الإعلامي لحركة شباب 6 إبريل بالإسكندرية، أن الوضع حاليا أصبح أسوأ مما مضى، مؤكدا أن النشطاء يتعرضون للاختطاف من الشارع، والتعذيب من قبل الداخلية دون اتهامات.
وأشار فرغلي إلى موقف أسرة خالد سعيد، ومحاولتهم للحصول على تعويض مادي، موضحا أن الحكم الصادر ضد قتلة سعيد بالسجن 7 سنوات، غير كاف، في الوقت الذي يتم في إعدام البعض في قضية مازالت مستمرة.
(مصر العربية)