(بشار الأسد وأحمد القطان والعظام الرميم) تحت هذا العنوان نشر الكاتب السعودي جمال خاشقجي مقالة صحفية أشار فيها إلى أن المملكة العربية السعودية لن تتخلى عن موقفها الأخلاقي بالوقوف بجانب الشعب السوري، وان المملكة لن تقبل بإعطاء الأسد أي دور حتى لو كان “انتقاليا” في مستقبل سوريا.
وأكد خاشقجي ما جاء على لسان السفير السعودي بالقاهرة، أحمد القطان، أثناء لقائه برؤساء تحرير المصرية مؤخرا، الذي جزم فيه بأن بشار الأسد لن يكون له دور مستقبلي في سوريا، ونفيه حصول أي زيارة لمسؤول سوري للمملكة.
وأضاف خاشقجي، أن أهمية هذا التصريح تأتي بعدما روّج الإعلام المصري، أن المملكة غيرت سياستها نحو الأزمة السورية، وأنها باتت مستعدة للقبول بدور مرحلي للأسد ووقف المساعدات عن المعارضة، وذلك لمواجهة داعش والإسلاميين.
وأوضح خاشقجي أن السفير أحمد القطان حسم الأمر، بأنه لا مستقبل لبشار الأسد في أي مشروع سعودي لإنقاذ سوريا، وإن المملكة تفضل الحل السلمي، واستئناف عملية جنيف، وإنها ترى أن الجيش السوري “عقائدي” يقتل شعبه، وليس كالجيش المصري الذي يستحق التقدير لكونه جيشاً حراً يحمي شعبه.
وأشار خاشقجي إلى أن موقف المملكة هذا تعرض للتشويش خلال الأسبوع الماضي، بين تسريب أن الاستخبارات الروسية رتبت لاجتماع بين مسؤولين سعوديين وسوريين بارزين للمرة الأولى منذ حلت القطيعة بين البلدين نهاية 2011، حيث بنى عليها محللون سيناريوات مفادها أن المملكة ستتخلى عن الشعب السوري في معركته من أجل الحرية، إلى قائل إنها بصدد عقد صفقة مع إيران بوساطة روسية وقبول أميركي مقتضاها “سوريا مقابل اليمن”.
ولفت خاشقجي، إلى عدد من الفرضيات روجها إعلام حزب الله وإيران، والإعلام المصري، حول مبادرة روسية تفضي إلى تحالف بين الدول الكبرى في المنطقة، “المملكة ومعها دول الخليج، وتركيا ومصر”، تضمن بقاء الأسد لتعزيز محاربة “داعش”، وهو الامر الذي نفته مصادر داخل اجتماع الدوحة الذي عقد بين دول الخليج وأمريكا وروسيا، ونقلته صحيفة “العرب” القطرية، بأن “دول الخليج وعلى رأسها السعودية رفضت مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الداعية إلى تشكيل حلف إقليمي يجمع دول الخليج وتركيا مع نظام الأسد في مواجهة المجموعات المتشددة وعلى رأسها تنظيم الدولة”.
وأكد خاشقجي بأن ما تم نفيه هو “نفي منطقي لفكرة غير منطقية”، مشددا على أن دولة كالمملكة لن تتخلى عن موقف أخلاقي بالوقوف مع الشعب السوري، ولن تتخلى أيضاً عن أمنها القومي بالتنازل عن سوريا لمصلحة إيران، معتبرا أن أي “نظام يخرج منتصراً في دمشق بعد تنازل كهذا لن يكون حليفاً لإيران فقط كما كان منذ عهد الأسد الأب، بل سيكون نظاماً تابعاً تماماً لإيران، وفي ذلك اختراق خطير لأمن كامل المنطقة وليس السعودية فقط وإنما مصر والأردن وتركيا، فكيف يفوت هذا على حليف عاقل؟”.
واعتبر خاشقجي، أن الذين دعوا إلى إعطاء بشار الأسد دوراً ولو انتقالياً في مقبل الأيام في سوريا، غير واقعيين، “فحتى لو تجرعت المملكة السم (وهي لن تفعل) وقبلت ببشار، فإنه أعجز من أن يقوم بالمهمة”، مضيفا أن الأسد “انهار من مقام رئيس الدولة إلى مجرد زعيم ميليشيا طائفية، لا يختلف عن زعيم النصرة أبو محمد الجولاني أو ممثل الخليفة البغدادي في سوريا.. إلا أنه يمتلك سلاح طيران، وعلاقات خارجية معلنة مع حفنة من الدول”، مضيفا أن نظام بشار الأسد أصبح “رميم” ومن ذا الذي يحيي العظام وهي رميم غير الله، لا أحد يستطيع أن ينفخ حياة في نظام بشار الأسد.
واختتم خاشقجي مقاله قائلا: “لا يمكن لجناحي الأمة العربية كما جاء في بيان القاهرة الذي اختتم به ولي ولي العهد زيارته للقاهرة الأسبوع الماضي قبول أمر كهذا ومعهما بالطبع تركيا”.