باريس ــ حميد عقبي: يبدو ظهور بداية لحراك شبابيا يمنيا ينطلق من مدينة صنعاء ومدن شمالية ترفع شعار “اشقاء في دولتين بدل اعداء في دولة واحدة” ويتم رفع علم الجمهورية العربية اليمنية وتم فتح صفحة فيسبوكية باسم (حراك العربية اليمنية)، ترفع من خلالها شعارات واعلام اليمن الشمالي قبل 22 مايو 1990، وكذا صور العملة النقدية الشمالية وطوابع البريد وصور لشعارات تدعو لفك الارتباط تم رسمها على جدران بيوت في صنعاء القديمة ويطالب هذا الحراك بالثورة والعودة لما كان يسمى الجمهورية العربية اليمنية وربط علاقة اخوية وتفاهم مع الاخوة في الجنوب اليمني وعدم الاستمرار بالوحدة كونها خطاء تاريخيا فادحا يجب تصحيحه فورا.
تعددت الاراء حول هذا الحراك وجديته ومدى تفاعله ونجاحه مستقبلا واليكم بعض الاطروحات.
د.سامي الاهدل، يكتب بحرقة قائلا ” أرى حراكا شماليا بدا يملا الصفحات؟ فما سر هذا الحراك ولماذا الان؟
بعيدا عن حراك الشمال وحراك الجنوب، هل عرف الشعب اليمني الخير منذ قيام الوحدة؟
أن كان “نعم”، فلتستمر هذه الوحدة بمباركة رب السماء. وان كان “لا”، فلتذهب إلى الجحيم، لتذهب دون رجعة.
ومع كل ذلك، فلا خوف على الوحدة، لأني لا أظن بان دول الجوار ستوافق على الانفصال، لان الانفصال سيحل الكثير من مشاكل البلاد وهذا قد لا يخدُم تلك الدول مستقبلاً. استمرار الوحدة، يعني استمرار الحراك، واستمرار الحراك يعني استمرار المشاكل، واستمرار المشاكل في اليمن المنهك يضمن عدم انتقال تلك المشاكل الى دور الجوار، ويظل الشعب منهمكا على نفسه، ويقاتل نفسه بنفسه.
ما كنا نحلم بضرب اليمن هكذا! وما كنا نحلم بان نخنقه بهذه الطريقة!!! لذلك، لابد من استمرار الوحدة، لابد من استمرار الحراك، لابد من استمرار المشاكل، لابد من إيجاد يمن ضعيف ومتهالك.
أن كان في الوحدة خير، فلتستمر بمباركة رب السماء. وان كان فيها شر، فلتذهب إلى الجحيم، لتذهب دون رجعة.
ثم يشرح الواقع بقوله ” أنصار الله وحلفائهم يقاتلون الارهابين والدواعش، والمقاومة تقاتل المجوس والروافض.
“فأولئك” عملاء، و”هؤلاء” أغبياء. فهل قدرنا ان نقع بين “العملاء والأغبياء” ؟!
جعلوا من وطننا ساحة صراعات وتصفيات لحسابات إقليمية قذرة. “
عبدالله بن هرهرة يرى الحراك الشمالي استرتيجية حوثية جديدة يشرح ذلك بقوله ” بعد أن صرح الحوثيين أن الخيارات الاستراتيجية سوف تبدأ
بعدها جاء: عشرات الشماليون يتظاهرون في صنعاء مطالبين بفصل الشمال عن الجنوب..على ما اعتقد أن هذا الخطوة هي رسالة لخلط أوراق دول الخليج وعاصفة الحزم وارباك المشهد السياسي والعسكري القادم وهي رسالة الي دول الخليج ومشروع الأقاليم وفي نفس الوقت رسالة الي حزب الإصلاح مفادها أن خططكم سوف نفشلها.”
رحمة الشاوش تصرخ رفضا للكراهية وتقول ” ما اعرف سبب الكراهية الشديدة والنفور الشديد من ابناء الجنوب للشمالين، اذا كانوا الساسة ظلموهم فما دخل الشعب ؟
ما دخل الشعب الشمالي ؟
الظلم واقع على كل الشعب وليس على الجنوب فقط .. اهدوا قليلا والله يهديكم !!!
لم يعد اليمن نفس اليمن الذي عرفناها، تتغيروا اليمنين وتغيرنا، سنوات الحرب بين اليمنين انفسهم ضيعت من عمرنا الكثير ومن حياتنا اكثر ونحن نتظر ذلك الفجر الذي ربما ياتي وربما لن ياتي.
الخوف صار جزء مهما بكل بيت .. ورعب الاطفال ضيع معنى الطفولة وصار اطفالنا يخافون حتى من الطائرات الورقية ومن صوت رصاص اللعبة وصار الطفل يشاركنا السياسة والاحاديث ويشتكي من انعدام البترول والكهرباء اكثر منا، اطفالنا تركوا العابهم وتفرغوا معنا لاحاديث الكبار، كبروا قبل الاوان والسبب الحقيقي لم نعد نستوعب ان الارض ملك للجميع.
صار الاخ يقتل اخيه اليمني وصارت الاحقاد والانانية تسكننا، زرعوا فينا وبداخلنا الفتن … لنعيش فقط من اجل الانتقام … الانتقام فقط من بعضنا البعض … فمتى ما نحب بعضنا البعض ونتفاهم سوف تنتهي اكيد ماساتنا الحقيقية !!!
مسعود الهمداني يقول :” هذا الحراك من انتاج الحراك الجنوبي الذي فشل في تحقيق الانفصال بعد عجزه يتجه لمسميات فيسبوكية تسمي نفسها حراك شمالي يؤيد الانفصال ويستخدم هؤلاء اسماء مستعارة شمالية وتقنية الفوتوشوب لنشر صور مزورة لا صلة لها بالواقع، هذه محاولات فاشلة ومشبوهة تؤكد فشل بعد فشل لدعاة الانفصال.”
ريم الصنعاني ترى ان مثل هذه التحركات مصنوعة في الخارج وتوضح بقولها ” الشعب اليمني كله في الشمال والجنوب مغلوب على امره لا يملك اي قرار ويقبع تحت سيطرة ميلشيات مسلحة متناحرة ومايزيد الطين بلة كل ساسة اليمن عملاء لجهات خارجية وتنفذ خططها ولا يهم هؤلاء الا مصالحهم المادية ومسالة الانفصال ضمن الاجندات الخارجية وقد تتحرك عجلة الاعلام للترويج له وزخرفته وجعله حلا مثاليا ومخرجا سياسيا، خلاصة القول اليمن مستعمر ومحتل من قوى متعددة خارجية.”
محسن شرعبي يجد هذا الحراك عقلاني ويقول ” لماذا لا نعترف ان الوحدة انهكت شعب الشمال والجنوب؟ المستفيد من الوحدة مجموعة قليلة سرقت ونهبت وظلمت ودمرت وقتلت دون رحمة لتذهب الوحدة للجحيم مايهم هو ان يسود السلام والامان لن نطالب بيمن متقدم وغني اقتصاديا هناك بلدان وشعوب فقيرة ومتعبة لكنها مطمئنة وسعيدة تنعم بالسلام والحياة الهادئة.”
صابر الشامي يذهب لرأي مختلفا بقوله : “هي لعبة جديدة لعلي عفاش يعني علي عبدالله صالح وحلفائه هم وراء كل هذه التحركات المتضادة والمتنوعة لخلق تشويش واضطراب اكبر وتخويف الداخل والخارج يريد ان يكون هو المنقذ الوحيد وربما قد تتحقق بعض الحيل ستجلب مزيدا من الدمار.”
شفاء علي تحلل مثل هذه الظاهرة بسبب حالة احباط وقلق عام لذا حسب رأيها الناس تبحث عن حلم جديد ولا يهم ان يكون الانفصال وتوضح فكرتها اكثر بقولها ” اليوم 25مليون يمنيا جائعا ومريضا ومحاصرا، السعودية تقذفه من الجو وتقتله دون رحمة وكذا الحوثي وعفاش يحرقون المدن في الجنوب وتعز وهناك القاعدة وداعش وميلشيات متنوعة ومسلحة وهكذا يختلط الحابل بالنابل ويعم الهلع ويبحث الناس عن اي بادرة امل او حلم او حتى الوهم والخرافة لعلها تخفف قبح الحال والواقع.”