عادت الرهينة الأميركية كايلا مولر من عند أبو بكر البغدادي وهي تبكي. كانت في حالة سيئة، ومرعوبة، وأخبرت فتاة أيزيدية محتجزة معها أن البغدادي اغتصبها أربع مرات، وسيجبرها على الزواج منه.
بث هذا الحديث الرعب، من جديد، في الفتاة الأيزيدية التي لم يتجاوز عمرها 16 عاما، ونصحت الرهينة الأميركية بالهرب مهما كلف الأمر.
ضرب مبرح واغتصاب متكرر
“عذبونا بكل وسائل التعذيب”، تقول زينات في حوار حصري مع شبكة “سي ان ان” الأميركية.
تضيف “البغدادي نفسه عذبنا وقال لنا: ضربتكن لأنكن حاولتن الهرب، لقد اخترناكن. أنتن ملك الدولة الإسلامية”.
كانت تلك أول مرة تكتشف فيها زينات أن من يحتجزها هو أبو بكر البغدادي نفسه. وتضيف “لقد كنت خائفة جدا ومحبطة، لم أتخيل أن من يحتجزني هو أبو بكر البغدادي، كان بإمكانه أن يقتلني في أية لحظة”.
وتؤكد زينات أن الإهانة والتعذيب لم يمارسا عليها من طرف البغدادي وعناصر داعش فحسب، بل إن زوجات قائد داعش ضربنها وسخرنها للقيام بأعمال منزلية.
هكذا التقيت الرهينة الأميركية
أرسلت الفتاة زينات إلى أحد السجون في محافظة الرقة السورية التي يتخذها التنظيم المتشدد عاصمة له عقابا لها على محاولة الفرار، هناك تقول إن عينيها وقعت على الرهينة الأميركية مولر لأول مرة.
تقول زينات “اعتقدت أنها أيزيدية فتحدثت معها باللغة الكردية، لكنها ردت علي بأنها لم تفهم، فتحدثت معها بالعربية وأخبرتها أني فتاة أيزيدية اختطفني داعش من سنجار”.
منذ ذلك اللقاء تصف زينات علاقتها بمولر بأنها “كانت صديقة، كانت بمثابة الأخت”.
وتضيف “حاولت إقناعها بالهرب من قبضة التنظيم، لكنها كانت خائفة، وأخبرتني أنها تخشى أن يعدمها داعش كما أعدم صحافيين أميركيين من قبل بطريقة وحشية”.
معاناة في السجن
في غرفة ضيقة رمى التنظيم الفتاة اليافعة زينات والرهينة الأميركية.
تحكي زينات أن الغرفة كانت شديدة الحرارة لأن احتجازهما كان في فترة الصيف، وتتحدث عن معاملة قاسية تعرضتا لها خلال المدة التي قضيتاها في السجن.
تتذكر بحزن أنها والرهينة الأميركية “كانتا تتضوران جوعا”.
وتضيف “كانوا يقدمون لنا قليلا من الخبز والجبن في الصباح وقليلا جدا من المعكرونة أو الأرز في الليل”.
وتستحضر زينات الخوف الذي حاصر الرهينة الأميركية حين أخبرها البغدادي بأنها صارت زوجته رغما عنها، وكيف أجبرها على ارتداء ملابس تخفي كافة جسدها حتى لا يراها المقربون منه.
وتقول “جاء مرة، وقال لنا ما حصل لكايلا مولر سيحصل لكنّ في يوم من الأيام”.
كانت كلمات البغدادي مخيفة جدا للفتاة زينات، وجعلتها تصمم أكثر على الهرب مهما كلف الثمن.
الهروب من الجحيم
في إحدى ليالي الاحتجاز الحالكة الظلام، رأت زينات وصديقتها فرجة صغيرة في نافذة الغرفة. لم تكن تلك الفرجة تكفي لخروجهما، لكنها قررتا أن تكسرا النافذة حتى تستطيعا الهرب تحت جنح الظلام.
رميتا بجسديهما خارج الغرفة، وأطلقتا أرجلهما للريح دون أن تعرفا لأي وجهة هما ذاهبتان.
تقول زينات “كنا فقط نهرب نحو أي جهة، لم ندر إلى أين نتجه”.
فجأة أبصرتا عدة منازل لا تصدر عنها إنارة، باستثناء منزل واحد.
تحكي زينات أنها قال لصديقتها “سنتوجه إلى ذلك المنزل ونطلب المساعدة”.
وعلى عكس المرة الأولى التي وقعتا فيها في قبضة موالين لداعش، ابتسم لهما الحظ هذه المرة، ووافق رجل وابن خاله على أخذهما على متن دراجتين ناريتين إلى العراق.
كانت رحلة محفوفة بالمخاطر، تؤكد زينات، لكن النهاية كانت سعيدة رغم أن الواقع مازال مرا مع استمرار احتجاز ثلاثة من أخواتها لدى التنظيم المتشدد واستمرار اختفاء والدها الذي يعتقد أن داعش قد قتله.
المصدر: سي ان ان (ترجمة بتصرف)