دعا الكاتب الصحفي والإعلامي السعودي، داوود الشريان، البلدان العربية، إلى معاودة النظر في الخطاب الديني والإعلامي والسياسي، و”استبدال إقصاء جماعة الإخوان المسلمين ووصمها بالإرهاب، برؤية سياسية أكثر واقعية وحكمة”.
وقال الشريان في مقال نشرته صحيفة “الحياة” السعودية الصادرة في لندن، تعليقا على حادثة الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء، إن “ردود فعل الدول الغربية على كارثة سقوط الطائرة الروسية في سيناء، وسعيها إلى فرض مزيد من الاحتياطات الأمنية في المطارات، ذكّرتنا بالإجراءات التي اتخذتها تلك الدول لتأمين مطارات العالم بعد أحداث 11سبتمبر2001”.
وأضاف الشريان، أن الدول الغربية “تتوقع انتقاماً روسياً في سوريا، يفوق في دمويته ما تفعله موسكو الآن، و لهذا فإن الدول الغربية تستعد لمواجهة موجة جديدة من الإرهاب، ولسان حالها: إذا كانت عملية تحرير أفغانستان الدائمة أفضت إلى تفجيرات نيويورك، فإن الغزو الروسي لسوريا سيفضي إلى رد فعل أشد”.
وأوضح الشريان، أن العالم بانتظار مرحلة توتُّر أمني كبير، وحملة تفتيش مرهقة ومحرجة في المطارات العربية والمطارات الدولية، مشيرا إلى ان الدول الغربية لم تخفف الإجراءات الأمنية في مطاراتها، لكنها قلّلت شكلها الظاهري، واستمرت في وقف رحلات شركاتها من مطارات عربية وإليها، وكان السبب دائماً ضعف الإجراءات الأمنية، وعدم الالتزام بتفتيش النساء، وقِدَم أجهزة التفتيش، ورفض مطالبتها بإشراك رجال أمن غربيين في تفتيش الركاب في المطارات العربية.
وتوقع الشريان، انه “في المستقبل القريب ستشمل الإجراءات الامنية تدخُّلاً غربياً في تنفيذ التفتيش في بعض المطارات العربية، والدولة التي سترفض ستتم مقاطعتها”، متسائلا: “هل ستكون مطاراتنا نهاية التدخُّل في الشؤون الداخلية لبعض دولنا أم هي البداية؟”
واعتبر الشريان، أن الدول العربية شدّدت الاحتياطات الأمنية في المطارات بعد أحداث 11سبتمبر، ولكن سرعان ما فترت حماسة بعضها، فتساهل في تفتيش الحقائب، أو فوّض بالمهمة شركات مشغلة يفتقد عملها الحد الأدنى من شروط السلامة، ويمكن اختراق العاملين لديها بسهولة.
وتابع الشريان قائلا: “قريباً سيجد المواطن العربي رجل أمن غربياً يتولى تفتيش حقائبه على أرض مطار دولته، ولن ينفع وقتها الحديث عن السيادة”.
واختتم الشريان مقالته بالتأكيد على أن الحملات الإعلامية ضد الدول الغربية، والحديث عن مؤامرة على دولنا، لن توقف التدخُّلات والإجراءات المحتملة، وأن لجم هذا التدخل لن يتحقق بتشديد إجراءات الأمن في مطاراتنا فحسب، بل “لا بد من معاودة النظر في خطابنا الديني والإعلامي والسياسي، واستبدال إقصاء جماعة الإخوان المسلمين ووصمها بالإرهاب، برؤية سياسية أكثر واقعية وحكمة”، وأنه “من دون قدرة على فعل التجاوز، سنخسر سيادتنا على دول بأكملها”، بحسب قوله.