أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مرسوما ملكيا بتعيين تعديلات وزارية واسعة، شملت وزارات التعليم، والشؤون الإسلامية، والخدمة المدنية، وغيرها.
وشملت التعديلات التي أجراها الملك سلمان إعفاء عزام بن محمد الدخيل وزير التعليم الحالي من منصبه بناءً على طلبه, وتعيين الدكتور أحمد بن محمد بن أحمد العيسى وزيراً للتعليم.
واللافت في الأمر هنا أن الوزير العيسى الذي عينه العاهل السعودي في منصب وزيرا للتعليم كان قد هاجم التعليم في السعودية ووصف الجامعات السعودية بأنها نسخة واحدة ومكررة في أكثر من مكان، ووجه نقداً لنظام التعليم العالي في المملكة من خلال كتابه الصادر في بيروت بعنوان “التعليم العالي في السعودية: رحلة البحث عن هوية”.
وطرح العيسى في خاتمة كتابه مجموعة من الأفكار تصلح من وجهة نظره لتأسيس نظام جديد للتعليم العالي في المملكة، هذا النظام الذي قال عنه يمكن أن يؤسس لجامعات وطنية مستقلة، فـ”الجامعات الحكومية القائمة حالياً، أو تلك التي ستنشأ في المستقبل، والجامعات الأهلية – أيضاً – تستحق أن تعيش وفق هذه الرؤية الخلاقة، والمناخ المتحرر من هيمنة الوزارة، وضغوط المركزية. هذه الجامعات هي أمل الوطن في مستقبل مشرق، وهي أمل الدولة في تنمية مستدامة، وهي أمل المجتمع في نهضة علمية ومعرفية وثقافية.
كما انتقد الوزير العيسى عندما كان مديرا لجامعة اليمامة السعودية تحفيظ القرآن لتلاميذ المدارس، معتبراً أن القراءة يجب أن تكون بدافع العبادة، وليس الحفظ، وذلك في حواره مع برنامج “إضاءات” الذي يقدمه الزميل تركي الدخيل، وعرضته قناة “العربية” عام 2009. معتبرا أن النظام التعليمي العام في السعودية “متخلف” ولم ينتج أجيالاً قادرة على مواجهة التحديات، مشيراً إلى أن هناك شبه إجماع على ذلك بدليل ما ينشر في الصحافة من دعوات لإصلاحه، إضافة إلى التقارير الدولية كتقرير البنك الدولي.
وطالب بتعديل بعض المناهج، مشيراً إلى مناهج علماء السلف التي لا يفهمها الطلاب، “حيث نقلت حرفياً من كتب التراث لعلماء السلف دون صياغتها لتتناسب مع قدرة الطالب على الفهم”.