“خاص- وطن”- انتهت المباحثات السداسية التي ضمت وزيرا الري والخارجية في السودان ومصر وإثيوبيا بعد مشاورات بالخرطوم استمرت نحو 11 ساعة دون التوصل لأي اتفاق يذكر في هذا الشأن، ليعلن وزير خارجية السودان إبراهيم غندور عن عقد جولة جديدة من المفاوضات بين الدول الثلاث يومي 27 و28 من الشهر الجاري بالعاصمة السودانية أيضا.
وفي إشارة تؤكد فشل وزيرا الخارجية المصري “سامح شكري” والري “حسام مغازي” في إدارة ملف سد النهضة بشكل عام ومباحاثات أمس واليوم بالخرطوم على وجه التحديد، اتجه الاثنان نحو مطار الخرطومن من أجل العودة إلى القاهرة، دون التصريح بأي شيء حول النتائج التي تم التوصل إليها خلال المفاوضات مع المسئولين في السودان وإثيوبيا، وهو ما اعتبره البعض تأكيدا على فشل إدارة الملف وعدم تحقيق أي إنجازات.
السمة الأبرز لهذه المفاوضات التي استمرت يومين، كانت السرية والتكتم، حيث اقتصر حضور الاجتماعات على وزراء الخارجية والري في الدول الثلاث، وإبعاد سفراء هذه الدول عن الاجتماعات وعدم حضورهم لها، فضلا عن مشاركة مستشار فني واحد فقط من كل دولة.
الجولة القادمة من المفاوضات التي أعلن عنها وزير خارجية السودان ستشمل آليات عمل المكتبين الاستشاريين الفرنسي والهولندي، مشيرا إلى أنه لم يتم حسم أي نقاط اتفاق بين الدول الثلاث خلال مفاوضات الجمعة والسبت، بل تم إرجاؤها إلى الجولة القادمة نهاية الشهر الجاري.
اعتبر كثير من الخبراء المختصين بالشأن الإفريقي أن هذه المفاوضات عديمة النتائج ما هي إلا مماطلة إثيوبية، هدفها استكمال بناء سد النهضة، ومن ثم تصبح مصر أمام أمر واقع لا يمكن تجاهله أو تغيره، فترضخ للرغبات الإثيوبية، ويصبح السد حقيقة قائمة لا يمكن إنكارها.
وألمح الخبراء إلى تورط السودان في تنفيذ مشروع السد عبر دعمها لإثيوبيا ضد مصر، لاسيما وأن موقف الخرطوم من سد النهضة لا يحمل كثيرا من المكاشفة، ولم تعرب عن قلقها منه، لأنها ستستفيد من المشروع في الطاقة الكهربائية، كما أن أي نقص في حصة المياه سوف ينتهي بمصر، لأن السودان ستأخذ كميتها الطبيعية، ليبقى العجز كله في حصة مصر من مياه النيل.