نشرت وكالة الانباء العالمية “رويترز” تقريرا عن واقع الصحفيين في مصر, لافتة إلى أن مصر تصدرت الى جانب الصين قائمة الدول التي سجنت أكبر عدد من الصحفيين في العالم عام 2015.
وأفاد تقرير لمنظمة مراسلين بلا حدود أن أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان سجنت 23 صحفيا هذا العام.
وأضاف التقرير إنه بينما لفتت محاكمة صحفيين يعملون في قناة الجزيرة الفضائية القطرية أنظار المجتمع الدولي العام الجاري فان قضايا أخرى خاصة بصحفيين مصريين محليين اعتقلوا أو سجنوا ربما لم يسمع بها أحد خارج محيطهم.
ونقل التقرير عن الصحفي والمحلل السياسي عبد الله السناوي إن الإعلام المصري فُضح هذا العام وظهرت كل عوراته وانتهاكاته.
أضاف السناوي “عام 2015 هو باليقين واحد من أسوأ الأعوام في تاريخ الصحافة والاعلام المصري تعرض لأول مرة وبأخطر حالة إلى انكشاف كامل صورته في مصر وصورته في محيطه وعالمه على درجة مزرية بالمعنى السياسي وبالمعنى الحرفي وبالمعنى المهني بحيث إن اللغة تراجعت والتفلت أصبح هو السائد. وجرى الطعن في الشخصية واغتيال الشخصية والدخول في الأعراض.”
وأردف السناوي أن الحل هو وضع قواعد وتشريعات واضحة تتفق مع لمبادئ الدستورية.
وقالت صحفية في جريدة ديلي نيوز ايجيبت المستقلة التي تصدر بالإنجليزية تدعى أميرة الفقي إنه على الرغم من كون الضغط أقل على وسائل الاعلام التي تصدر بالانجليزية فان التضييق شديد وواضح.
أضافت “احنا شفنا جرايد أعداد بتتصادر..مقالات بيحصل عليها مشكلة..صحفيين بيتحبسوا..هو مش حس.. هو فيه تضييق وتضييق جامد. وفيه كمان حاجة أكتر من التضييق إن مافيش معلومات. فالوضع متأزم جداً لأنه مع التهديدات والضغط وعدم وجود المعلومة فاحنا تايهين يعني في النص.”
أردفت أميرة الفقي أن الكثير من الصحفيين يمارسون -بسبب الخوف- رقابة ذاتية على أنفسهم.
ويقول صحفي مصري يدعى أحمد ناجي محال للمحاكمة بسبب مقال وصفته السلطات بأنه “خادش للحياء” في صحيفة “أخبار الأدب” إن النيابة العامة أخفقت في قضيته في التفريق بين العمل الأدبي والعمل الصحفي.
اضاف ناجي لتلفزيون رويترز “ما تقدرش تقول مثلاً إن السيسي هو اللي عايز يسجن أحمد ناجي أو عايز يحيل الصحفيين للنائب العام اللي عمال بيسجنهم.
لكن تبقى في لحظة قدام صراع إن النيابة العامة والقضاء مثلاً شايف والله إن الاعلام ده قليل أدب والصحفيين دول عايزين يتربوا فاحنا قررنا نسجنهم .
وقال الكاتب الصحفي والأديب البارز علاء الأسواني إنه –عمليا وليس نظريا- ممنوع من الكتابة في الصحف المصرية أو الظهور في قنوات تلفزيونية محلية.
ومُنع الأسواني من عقد ندوة بعنوان “نظرية المؤامرة بين الواقع والأوهام” في الاسكندرية أوائل الشهر الجاري.
وقال الأسواني إنه لا يجب معاقبة الصحفيين بمنعهم من القيام بعملهم.
وأضاف لتلفزيون رويترز “طبعاً للأسف ان السلطات اللي موجودة في مصر مش عارفة إنه لا يجوز للصحفي أن يعاقب على عمله. الصحفي هو ناقل الحقيقة. يعني الصحفي في أي حتة في العالم -كما تعلمين- بيقعد مع المجرمين ويقعد مع الارهابيين ويقعد مع الناس الكويسين ويقعد مع الناس كلها لأن شغلته نقل الحقيقة وبالتالي لا يجوز إطلاقاً إنه يُعاقب الصحفي على عمله. وده شئ مؤسف جداً وأتمنى انه يتغير لأنه غير مقبول .”
وينظم الأسواني ندوات عامة منذ انتفاضة 25 يناير كانون الأول 2011 وانتقد الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة على الرغم من أنه كان من مؤيديه في البداية عندما قاد الجيش في الاطاحة بحكومة جماعة الاخوان المسلمين في عام 2013.