” وكالات- وطن”- تتعرض اللاجئات من سوريا لشتى انواع الاستغلال في لبنان وبينها التحرش الجنسي، جراء تراجع المساعدات من الجهات المانحة والقيود المشددة التي تفرضها السلطات اللبنانية، وفق ما اعلنت منظمة العفو الدولية في تقرير اليوم.
وقالت المنظمة ان “أوجه القصور في المساعدات الدولية والسياسات التمييزية التي تنتهجها السلطات اللبنانية خلقت ظروفا تجعل من اليسير في ظلها تعرض اللاجئات في لبنان للاستغلال والإساءة”.
ويأتي التقرير الذي يحمل عنوان “اريد مكانا آمنا: اللاجئات من سوريا مشردات بلا حماية في لبنان”، قبل يومين من انعقاد مؤتمر المانحين الخاص بسوريا في لندن، في محاولة لحث الجهات الدولية المانحة على زيادة دعمها للاجئين السوريين ودفع المجتمع الدولي الى زيادة عدد فرص إعادة التوطين.
ويعيش نحو سبعين في المئة من أسر اللاجئين السوريين في ظل مستويات تقل كثيرا عن خط الفقر المعتمد رسمياً في لبنان، وفق الامم المتحدة.
وتجد النساء اللاجئات في لبنان انفسهن “عرضة لخطر الاستغلال من أصحاب النفوذ، بما في ذلك أصحاب العقارات وأرباب العمل، وحتى أفراد الشرطة”، وفق التقرير.
وينقل التقرير عن لاجئات قولهن “إنهن يعانين لتأمين التكاليف المعيشية المرتفعة في لبنان وشراء الطعام، أو دفع الإيجار ما جعلهن عرضة لخطر الاستغلال على نحو متزايد. وذكر بعضهن أن رجالا قاموا بمعاكستهن، أو التصرف بطريقة غير لائقة معهن، أو عرض توفير المساعدة المالية وغير ذلك من أشكال المساعدة لهن مقابل الجنس″.
وافادت لاجئة فلسطينية من سوريا بانها تمنع بناتها من العمل خوفا عليهن من التحرش. وقالت “عملت ابنتي في أحد المحال التجارية فقام مدير المحل بالتحرش بها ولمس جسمها”.
وروت لاجئة سورية اخرى انها توجهت الى الشرطة لتقديم بلاغ. وقالت “بدأ رجال الشرطة بعد فترة يمرون على منزلنا أو يتصلون هاتفياً بنا (..) ونظرا لأننا لا نحمل تصاريح إقامة قانونية، هددونا وقالوا إنهم سيزجون بنا في السجن، إذا لم نوافق على الخروج برفقتهم”.
وقالت الباحثة في شؤون النوع الاجتماعي في المنظمة كاثرين رمزي “تؤجج توليفة قوامها النقص الكبير في التمويل الدولي اللازم للتصدي لأزمة اللجوء، والقيود الصارمة التي تفرضها السلطات اللبنانية على اللاجئين، مناخا يجعل اللاجئات من سوريا عرضة للتحرش الجنسي والاستغلال، مع عدم قدرتهن على طلب الحماية من السلطات في الوقت نفسه”.
وبحسب التقرير، فإن الاجراءات المشددة التي تفرضها السلطات اللبنانية وتحديدا لناحية تجديد تصاريح الاقامة تجعل الكثير من اللاجئين غير قادرين على تجديدها، وبالتالي فهم يفضلون “عدم إبلاغ الشرطة عما يتعرضون له من انتهاكات” خشية من توقيفهم.
ويستضيف لبنان ذو الموارد المحدودة والتركيبة السياسية والطائفية الهشة، اكثر من مليون لاجئ سوري يعيشون بمعظمهم في ظروف مأسوية. ودفع عبء اللاجئين السلطات العام الماضي الى اقفال الحدود امام تدفق مزيد من اللاجئين.
وقالت رمزي “خلق تدفق اللاجئين ضغوطا كبيرة على لبنان ولكن لا يجوز أن يستخدم ذلك كعذر يبيح للسلطات فرض قيود صارمة على اللاجئين بما يجعلهم عرضة للخطر”، معتبرة انه “يتعين على السلطات اللبنانية ان تبادر فورا إلى تعديل سياساتها بما يكفل حماية اللاجئات، وتمكين جميع اللاجئين في لبنان من تجديد تصاريح الإقامة بسهولة ومن دون قيود”.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي الى “تعزيز مساعداته المالية” وتقاسم “مسؤولية النهوض بالأعباء الناجمة عن الأزمة”.
تعليق واحد
الشعب اللبناني أثبت بما لا يدع مجال للشك أنه الشعب الأكثر وساخة وقذارة وهمحية وحقارة وسفالة ونتانة في العالم إلا من رحم ربي منهم مثل الشيخ أحمد الأسير وأمثاله.