الدبور – بعد ما يقارب الأربع سنوات من الشكاوي و الوعود و المراجعات، مازالت مأساة مواطن عماني محلك سر، حيث ناشد المواطن سلطان بن سبيل بن مراد البلوشي وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه ووزارة النقل والاتصالات، بالتدخل في موضوع – رصف الطريق – الذي طالب به ومضى عليه أكثر من أربع سنوات دون أن يجد له حلًا، رغم كثرة المراجعات والمقابلات والوعود التي تلقاها من المديرين والمسؤولين بالوزارتين.
“لقد تعبت من السيرة والردة” هكذا بدأ سلطان البلوشي أحد سكان ولاية شناص بمحافظة شمال الباطنة حديثه مع موقع “أثير” العماني المحلي موضحًا معاناته مع طلبه المتعلق برصف طريق يربط المنطقة التي يسكن بها “النعمة” بولاية شناص بالطريق العام، الطلب الذي طال انتظاره – حسب تعبيره – دون أن يلمس تجاوبًا إيجابيًا من المسؤولين.وأوضح البلوشي بأنه وأهالي المنطقة لم يكونوا على إلحاح شديد بطلبهم في السنوات الماضية، رغم معاناة الطريق التي يسلكونها والتي دائمًا ما تصيب مركباتهم بالعطل في أجزاءً كثيرة منها، إلا أن الأمر تطور ووصل إلى مرحلة جديدة تتعلق بممانعة أصحاب باصات المدارس من الوصول إلى المنطقة نفسها من أجل نقل أبنائهم الطلبة إلى مدارسهم الخاصة، وذلك لأسباب تتعلق بالطريق الذي لا تتجاوز مسافته الكليو متر فقط، ما حدا بهم –أهالي المنطقة- إلى مناشدة جهات الاختصاص بالنظر إلى طلبهم الأنساني بعين الرأفة والتقدير، موضحًا” الطريق التي طالبنا بها لا تتعدى مسافة الكيلو متر فقط، إلا أن رد جهة الاختصاص “المديرية العامة للبلديات بصحار” كان الرفض دائمًا والتعلل بأن رصف الطريق يحتاج لمناقصة قيمتها تزيد عن (85) ألف ريال عُماني، مع العلم بأن الطريق سالكة وليس بها ممرات للأودية ولا تحتاج لمداخل ومخارج وغيرها.
و أضافا : اليوم أنا في معاناة وحيرة كبيرة من أمري تحتاج لتدخل جهات الاختصاص، حيث لدّي “طفلان” الأول في الروضة والثاني في التمهيدي، وللأسف لم أجد من المدارس الخاصة التي تقبل أن تُوفر لهم وسيلة نقل مقارنة بزملائهم الطلاب، نظرًا لمشكلة الطريق ورفض أصحاب الحافلات المدرسية الذهاب إلى منطقتنا، وسعت بعض إدارات المدارس –مشكورة- إلى تقديم بعض المُقترحات ومد يد العون للمساعدة، إلا أن جميعها تُشكل صعوبة بالغة على طفلين في الروضة والتمهيدي.
وكشف المواطن سلطان البلوشي بعض الحلول والمُقترحات التي قدمها لوزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه ممثلة في بلدية شناص والمديرية العامة للبلديات –صحار- ، من حيث عمل معالجات سطحية لا تُكلف الشيء الكثير، منها توفير ما يسمى بالرمل المُكسر وتهيئته بالكبس والماء، أو حتى رصف الطريق مبدئيًا كما هو معمول به من قبل الشركات في بعض المواقع، الأمر الذي بلا شك سوف يخدم أهل المنطقة كثيرًا حتى من الأمراض بسبب الرمل والغبار المُتطاير في منازلهم بسبب الطريق الحالية، مضيفًا البلوشي ” جميع المُقترحات لم تجد القبول بسبب الميزانية والمخصصات، حتى عندما سعيت بالبحث ووجدت شركة خاصة ستُسهم بالموضوع كاملًا من باب (الخدمة المجتمعية) تم تحويلي لوزارة البيئة التي بدورها رفضت الطلب لأسباب بيئية –كما يقولون- رغم أن هناك أماكن أخرى أقيم بها نفس الطريق بمعالجة سطحية.
وأردف البلوشي : للأسف لا نجد آذانًا صاغية عند مراجعتنا لجهات الاختصاص، التي عملها يقوم على أساس خدمة المواطنين، والمسؤولون في نفس الجهات يتغيرون باستمرار، وكل ما جاء مسؤول جديد قدمنا له الطلب من جديد، إلا أن الحال كما هو عليه، حتى أعضاء مجلس الشورى والمجلس البلدي في الولاية تم التواصل معهم والوقوف على المشكلة، إلا أن الجديد بعيد المنال، حتى مع طلبي المُتعلق بمقابلة معالي وزير البلديات الإقليمية وموارد المياه من سنتين لم يجانبه القبول بسبب جدول مواعيده، مستطردًا البلوشي : “ماذا أفعل وأين أذهب من أجل أن أجد الاهتمام الذي يجده الموظفون أنفسهم في الجهات نفسها ، الذين لا تتأخر مطالبهم أو أوامرهم بصيغة أصح، ونجد الشوارع والطرقات وقد أحاطت بمنازلهم وإن بعدت مسافتها، وبدون التعلل بموضوع العجز أو المخصصات المالية!!. ”
واختتم المواطن سلطان البلوشي حديثه مع “أثير” قائلا: أتمنى من جهات الاختصاص أن تجد لنا الحل بأسرع طريقة ممكنة، وأن تخدمنا –كمواطنين- لنا من الحقوق والواجبات، وأن ترأف كذلك بحال أبنائنا الطلبة الذين أرغموا من قبل إدارات المدارس الحكومية وأصحاب حافلات النقل أن يتجمعوا في نقطة واحدة من أجل نقلهم للمدارس وإعادتهم للمنطقة، فتخيلوا معي أن طالبًا في التعليم الأساسي يقطع أكثر من 200 متر من منزله ذهابًا وإيابًا على مختلف فصول السنة، مضيفًا “طلبنا بسيط ويحتاج تدخلًا من المسؤولين مباشرة”.