الأخبار

فتاة أمريكية من شيكاغو إلى سلطنة عمان: كيف تغيرت حياتها (فيديو)

الوطن – فتاة أمريكية رحلت من شيكاغو إلى سلطنة عمان التي غيرت حياتها تماما. ففي عام 2008، وبينما كانت الولايات المتحدة تغرق في ما سيعرف لاحقًا بالركود الكبير، كانت نيكول بروير واحدة من آلاف الأمريكيين الذين فقدوا وظائفهم وسط الأزمة المالية المتفاقمة

في سن الـ27، اشترت مؤخرًا شقة في الجانب الجنوبي من شيكاغو بمبلغ زهيد ودَين كان سيمتصّ معظم راتبها الذي كان يبلغ في منتصف الثلاثين ألف دولار سنويًا. ثم قامت شركة أبحاث السوق التي كانت تعمل بها بتسريح عدد من الموظفين، وكانت نيكول من بينهم.

وسط أزمة مالية خانقة، كان العثور على وظيفة جديدة أمرًا صعبًا. وبعد أن استنفدت خمسة من أصل ستة أشهر من مخصصات البطالة، بدأت بروير، مثل كثيرين من أقرانها، تشعر باليأس.

تقول لقناة CNBC: “أتذكر أنني شعرت بالخوف وقلت لنفسي: ماذا ستفعلين إذا انتهت مخصصات البطالة؟ لا وظيفة لديك”.
وتتابع: “عندها بدأت أبحث عن فرص بديلة، وقلت: سأفكر خارج الصندوق وأبحث عن وظائف تعليمية في الخارج”.

وجدت بروير وظيفة كمدرسة لغة إنجليزية في مدرسة ابتدائية بكوريا الجنوبية، وهو قرار لبّى شغفها بالسفر في انتظار تعافي الاقتصاد الأمريكي. لكن قصتها لم تكن تقليدية بعد ذلك. بعد ثلاث سنوات في كوريا، حصلت على وظيفة في تدريس الإنجليزية كلغة ثانية على مستوى جامعي، وهذه المرة في مدينة نزوى العُمانية، التي تبعد حوالي 90 دقيقة عن العاصمة مسقط. ومنذ ذلك الحين، استقرت هناك، تعيش حياة سعيدة وتسافر بانتظام، وتكسب حاليًا ما يزيد قليلاً عن 40 ألف دولار سنويًا، بالإضافة إلى دخل إضافي من أعمال جانبية.

تقول بروير، التي تبلغ الآن 43 عامًا: “لقد كانت تجربة رائعة للعيش هنا. لم أكن أتخيل أبدًا أنني سأبقى أكثر من 10 سنوات، لكنني شعرت بالراحة. وصحتي النفسية أصبحت رائعة هنا”.

الانتقال إلى الخارج

الانتقال إلى بلد جديد قد يكون مخيفًا، خاصة لمن يعاني من ضائقة مالية. ولكن بالنسبة لبروير، التي انتقلت إلى بلد جديد بحقيبتين فقط، كانت الأمور سهلة بشكل مفاجئ.

تقول: “لحسن الحظ، عندها كنت قد تم توظيفي عبر برنامج حكومي في كوريا، وقد ساعدوني كثيرًا”.
شملت المساعدة دفع تكلفة تذكرة الطيران وتوفير وسيط من المدرسة ليساعدها في العثور على شقة والتأقلم مع الحياة في بوسان، وهي مدينة يقطنها أكثر من 3 ملايين نسمة. أما في أمريكا، فالأوضاع كانت ما تزال صعبة؛ فالشخص الذي استأجر شقتها في شيكاغو فقد وظيفته أيضًا، وتخلف عن الدفع، مما أدى إلى حجز البنك على العقار.

لو كانت قد عادت إلى الولايات المتحدة كما كانت تخطط، لواجهت مصاعب كبيرة. لكن لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا لتدرك أن حياة المغتربين تناسبها.

منزلها في كوريا وتكلفة المعيشة المعتدلة هناك سمحت لها برؤية أجزاء من العالم ربما لم تكن لتزورها، بما في ذلك رحلات إلى الهند والفلبين. تقول: “كنت قادرة على العيش براحة والسفر قليلاً أيضًا”.

الحياة في عُمان

بعد ثلاث سنوات، رغبت بروير في تجربة جديدة، وكانت تفكر في دبي. وأثناء بحثها، صادفت إعلانًا لوظيفة جامعية في عُمان.
تقول: “بعد أن قرأت الإعلان، بدأت أبحث عن عُمان، وقلت لنفسي: يا لها من دولة جميلة”.

صعدت على متن الطائرة في 2012، مرة أخرى بحقيبتين فقط، وعزيمة على اكتشاف الأمور عند وصولها. باستثناء فترات قصيرة في ألمانيا وجنوب إفريقيا للحصول على درجة الماجستير في المساعدات الإنسانية، بقيت في نزوى.

وظيفتها الأساسية ما زالت تعليم الإنجليزية، وتتقاضى منها حوالي 3400 دولار شهريًا، حتى أثناء الإجازات. كما دخلت في أعمال جانبية، منها الكتابة في مجال السفر والعمل كمستشارة سياحية، وقد حققت من ذلك حوالي 3400 دولار إضافي في 2024.

بروير ما زالت مواطنة أمريكية وتدفع الضرائب في الولايات المتحدة. ورغم أنها لا تتحدث العربية ولا تمارس الإسلام، فإن كونها أمريكية يمنحها ما تسميه “امتياز جواز السفر”.

تقول: “لا أشعر أنني أواجه عنصرية تذكر، لأن الناس هنا يرون أن وجود أمريكية سعيدة بالعيش في عُمان أمر مُشرّف”.

ورغم أن التأقلم مع نمط الحياة المحافظ في عُمان استغرق بعض الوقت، خصوصًا فيما يتعلق بالمواعدة، إلا أنها تؤكد أنها تجد ترحيبًا كبيرًا من العمانيين.
تقول: “عندما أركب سيارة أجرة، يقولون لي: أهلاً أختي. ينادونني أختهم لأنني أحترم ثقافتهم”.

كيف تنفق بروير أموالها

رغم أن المنطقة تُعرف بالفخامة، فإن حياة بروير اليومية بسيطة وبأسعار معقولة مقارنة بالولايات المتحدة. إليك نفقاتها لشهر يناير 2025:

  • السفر: 2630 دولارًا (رحلة إلى بالي، إندونيسيا)
  • الإيجار: 650 دولارًا
  • الطعام: 348 دولارًا
  • المواصلات (تاكسي): 277 دولارًا
  • النفقات الشخصية: 133 دولارًا
  • الصحة والعناية: 65 دولارًا
  • اشتراك نتفليكس: 15 دولارًا
  • الهاتف: 10 دولارات

شقتها من غرفتين وحمامين مؤثثة بالكامل، وتدفع 250 ريالًا عمانيًا (حوالي 650 دولارًا) شهريًا، شاملة الفواتير. تنفق حوالي 70 إلى 80 دولارًا أسبوعيًا على البقالة. التأمين الصحي، والذي يُعد عبئًا كبيرًا في أمريكا، تتحمله جهة العمل.

حياتها المتواضعة تسمح لها بالادخار للسفر، وهو شغفها الأكبر. تنفق أكثر من نصف ميزانيتها في يناير على عطلتها في بالي. عادةً ما تسافر في رحلتين أو ثلاث سنويًا، وتقول إن موقعها في الشرق الأوسط يجعل السفر إلى أماكن مثل ناميبيا وسيشيل أرخص بكثير من السفر من أمريكا.

الامتنان والآمال المستقبلية

رغم أسلوب حياتها المتزن، لا تزال بعض الأهداف المالية مؤجلة. فقد دفعت كل ديون بطاقاتها الائتمانية، لكنها ما تزال تدين بحوالي 24,600 دولار كقرض دراسي. لديها استثمارات بحوالي 22,000 دولار في الأسهم والعملات الرقمية، لكنها لا ترى أنها كافية لتحقيق أهداف كبيرة مثل التقاعد.

تقول: “أحيانًا أشعر أنني كان يمكن أن أوفر أكثر لو لم أسافر كثيرًا، لكنني ممتنة لكل رحلة قمت بها”. في المستقبل، تطمح بروير إلى التوفير من أجل تقاعد جزئي في البرتغال، وتأمل في امتلاك نزل صغير تعيش فيه وتؤجر جزءًا منه كمصدر دخل. لكن في الوقت الحالي، لا تخطط لمغادرة عُمان، التي تقول إنها تعيش فيها حياة هادئة ومرضية.

تختتم بالقول: “صحيح أن العيش بعيدًا عن العائلة ليس سهلاً، خاصة في حالات الطوارئ، ولكن لا بد من موازنة الجوانب الجيدة والسيئة. في المجمل، أشعر براحة نفسية هنا لأن البلد آمن جدًا، والناس طيبون بحق”.

زر الذهاب إلى الأعلى