التقارير

زهران ممداني يحقق اختراقًا كبيرًا في انتخابات نيويورك التمهيدية ويهزّ أركان الحزب الديمقراطي

الوطن – نيويورك أحرز السياسي التقدمي زهيران ممداني تقدمًا لافتًا في الانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية مدينة نيويورك، مجبرًا الحاكم السابق أندرو كومو على الاعتراف بالهزيمة، في خطوة اعتبرها كثيرون دفعة قوية للتيار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، ورسالة واضحة لكبار قادة الحزب بأن الجيل الجديد يطالب بمساحة قيادية أوسع.

ممداني، البالغ من العمر 33 عامًا، خاض حملته كمرشح تقدمي صريح ضد كومو، السياسي المخضرم الذي راهن على البراغماتية والخبرةباعتبارها الأفضل للمرحلة. وبرز ممداني كوجه جديد متحدٍ لمنظومة سياسية تقليدية، وهو اشتراكي ديمقراطي في وقت يخشى فيه كثير من الديمقراطيين أن هذا التوجه قد ينفّر الناخبين المعتدلين. كما لم يتردد في انتقاد إسرائيل على خلفية حربها في غزة، ما جلب له اتهامات بـ”معاداة السامية” من بعض الديمقراطيين الوسطيين.

ومع أن هذه الانتخابات لم تكن اختبارًا واضحًا لعامل واحد فقط، خصوصًا في ظل استمرار تداعيات استقالة كومو عام 2021 على خلفية اتهامات بالتحرش الجنسي وسوء إدارة أزمة كورونا، إلا أن أداء ممداني القوي يشير إلى أن قواعد اللعبة قد تتغير داخل الحزب الديمقراطي.

وقال الناشط الديمقراطي المخضرم ليس سميث:
“الناخبون سئموا الوضع القائم، وسئموا من فرض مرشحين مملّين وقدامى عليهم، وتُطلب منهم الولاء أو الخضوع، إن لم يفهم الديمقراطيون ذلك ويقدموا البديل، فسيتجه الناس إلى مكان آخر.”

وأضاف: “كومو جمع بين أسوأ صفات بايدن وترامب: غادر منصبه بعار كما فعل ترامب، وكان يترشح بروح الانتقام، وكحال بايدن، كان عجوزًا بلا أفكار جديدة ولا قدرة على الإلهام.”

خلال خطاب الفوز مساء الثلاثاء، قال ممداني:
“رئيس البلدية يجب أن يستخدم سلطته لرفض فاشية دونالد ترامب، لمنع عملاء ICE الملثمين من ترحيل جيراننا، ولحكم المدينة كنموذج للحزب الديمقراطي، الحزب الذي يناضل من أجل الطبقة العاملة دون اعتذار.”
وأضاف: “إذا أثبتت هذه الحملة شيئًا، فهو أن أحلامنا قابلة للتحقق.”

المحللة السياسية مايا روبرت وصفت انتصار ممداني بأنه إشارة واضحة للتيار اليساري أن بإمكان مرشحيه خوض حملات صادقة وقوية تتناول القضايا الصعبة بحلول تقدمية. وقالت:
“المشكلة لم تكن يومًا في شعبية القضايا، بل في كيفية إيصالها عبر الجغرافيا والعرق والانتماء الحزبي. ممداني فعل ذلك، بل أظهر لبقية البلاد كيف يتم ذلك.”

ورغم هذا الزخم، فإن هناك انقسامًا داخل الحزب. النائبان الديمقراطيان لورا غيلين وتوم سوزي أصدرا بيانين انتقدا فيهما ممداني، واصفينه بأنه “متطرف للغاية” و”يثير القلق”.


🏙️ تركيز على الاقتصاد

ركزت حملة ممداني بشكل كبير على قضايا تكلفة المعيشة، متعهدًا بسياسات مثل:

  • النقل المجاني داخل المدينة

  • تجميد الإيجارات

  • إصلاحات سكنية

  • متاجر غذائية مملوكة للمدينة

  • رعاية أطفال مجانية
    وكلها تموَّل عبر زيادة الضرائب على الأغنياء والشركات الكبرى.

قالت روبرت: “كان ممداني يتحدث عن الاقتصاد كما يتحدث عنه سكان نيويورك العاديون. كان يتحدث بلغة الناس، وليس بلغة المؤشرات الكلية.”

زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب هاكيم جيفريز، الذي لم يعلن دعمه لأي مرشح في هذه الانتخابات، قال إن رسالة ممداني الاقتصادية كان لها صدى واسع، مضيفًا: “التركيز المتواصل على القدرة على تحمل التكاليف كان له تأثير حقيقي، وقد تفوق في التنظيم والتواصل والعمل الميداني.”


⚠️ هل المعركة انتهت؟

رغم الفوز، فإن الطريق إلى الانتخابات العامة ليس مضمونًا.

فـإريك آدامز، العمدة الحالي، يخوض الانتخابات كـمستقل بعد إسقاط تهم فساد فيدرالية ضده، ومن غير المستبعد أن يخوض كومو السباق أيضًا عبر قائمة مستقلة أنشأها مسبقًا.

قال القس والناشط الحقوقي آل شاربتون إن الانتخابات المقبلة ستكون مثيرة، وتساءل: “هل سينجح ممداني في كسب دعم كبار السن في المجتمعين الأسود واللاتيني؟ ماذا عن الناخبين اليهود؟ خاصةً بعد الاتهامات الموجهة إليه؟”

رغم أن كبار قادة الحزب مثل تشاك شومر وجيفريز باركوا لممداني، فإنهم لم يدعوا صراحة الحزب إلى الالتفاف حوله.

اختتمت روبرت قائلة: “لطالما طُلب من التقدميين دعم مرشح المؤسسة بعد خسارتهم في الانتخابات التمهيدية. الآن بعد أن انقلبت المعادلة، على الحزب أن يرد التحية بالمثل.”

زر الذهاب إلى الأعلى