الوطن – قالت الكاتبة الأسترالية كايتلين جونستون إن بعض الإسرائيليين الليبراليين بدأوا مؤخرًا بالاعتراف بأن ما يجري في غزة هو إبادة جماعية. وهي حقيقة لطالما كانت واضحة لكل من يمتلك بصرًا وبصيرة منذ اللحظات الأولى للعدوان، على حد تعبيرها.
وفي مقال نُشر على منصتها الخاصة. اعتبرت جونستون أن سياسات إسرائيل في غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لا يمكن تفسيرها إلا على أنها محاولة منهجية للقضاء على الوجود الفلسطيني بالكامل. وأضافت: “لا يمكن لدولة أن تمارس هذا القدر من الوحشية على شعب ما، إذا كانت تنوي إبقاء أي ناجين على حدودها… فهؤلاء الناجون سيحملون حتمًا رغبة في الانتقام”.
واستعانت الكاتبة بمثال شهير من الأدب الشعبي، تُعرف بـ”معضلة إنغو مونتويا”. لتوضح أن من يقتل والد شخص أمام عينيه، لا يمكن أن يتوقع غير الثأر. ومن هذا المنطلق، تقول جونستون إن العقلية التي تزرع الكراهية في نفوس الأطفال، وتخلق لديهم دافعًا للثأر، هي ذاتها التي ترى في قتلهم – وقتل النساء اللواتي قد ينجبن غيرهم – “حلاً نهائيًا” لضمان بقاء المشروع الاستيطاني.
ونستون: لا يمكن تفسير هذه الوحشية دون نية الإبادة في غزة
وتربط الكاتبة هذا النمط من التفكير بما قاله هاينريخ هيملر، أحد قادة النظام النازي، حين برّر إبادة الأطفال بأنهم “سينشأون ليأخذوا بثأر آبائهم”. وبالتالي “كان علينا اتخاذ القرار الصعب بجعل هذه الأمة تختفي من على وجه الأرض”.
وتضيف أن السلوك الإسرائيلي في غزة – سواء بالقصف أو بالتجويع أو بتدمير البنية التحتية – لم يكن عشوائيًا. بل يعبّر عن نية متعمدة لتدمير الحياة في القطاع ودفع من تبقى من السكان إلى الرحيل. وتُشير إلى أن كلاً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلنا صراحة أن “الحل الوحيد هو إزالة جميع الفلسطينيين بطريقة أو بأخرى”.
وترى جونستون أن من يرتكب فظاعات كبرى – كالاغتصاب أو القتل الوحشي – لا يفكر في التراجع أو التوقف. بل يندفع نحو المزيد من الجرائم خوفًا من العواقب. وتقول: “من يرتكب جريمة مروعة لا يترك الشاهد حيًا ليحكيها… كذلك تفعل إسرائيل”.
وفي ختام مقالها، تهاجم جونستون ما وصفته بـ”الصحوة الأخلاقية المتأخرة” لبعض المثقفين الإسرائيليين. معتبرة أنها مجرد محاولة لغسل اليد من دماء التواطؤ بعد أن باتت الإبادة جلية للعالم أجمع. وتختم بالقول: “الذين يدّعون اليوم أنهم يصلون على مضض إلى استنتاج مفاده أن ما يحدث في غزة إبادة جماعية، إنما يحاولون تبرئة أنفسهم من المشاركة الصامتة في واحدة من أبشع جرائم القرن الحادي والعشرين”.