هل (ابن الجاسوسة) سيظل سفيراً لإسرائيل في مصر!! بقلم/ د. رفعت سيد أحمد
تقول الخارجية المصرية أنها تمتلك تقاليد عريقة في العمل الدبلوماسي رغم أن عشرات الأزمات والقضايا العربية والدولية التي فشلت في التعامل معها، أثبتت عكس ذلك تماماً، من قبيل الأزمات المتكررة مع العمالة المصرية فى المملكة العربية السعودية التي وصلت إلى حد القتل كما حدث منذ أيام، وليس فقط الجلد والسجن عبر نظام الكفيل المخالف للحد الأدنى من قيم الإسلام والعروبة وحقوق الإنسان في دولة تزعم تطبيق الشريعة وحماية الحرمين!! الأمر الذي أدى إلى تدخل مباشر من الرئيس مبارك في العديد من تلك الأزمات، ومن قبيل أزمة الملف الفلسطيني الذي تعاملت معه الخارجية بنظام الهواة، وكأننا لسنا إزاء قضية أمن قومي مصري، الأمر الذي دفع الدولة لإحالة الأمر برمته إلى المخابرات العامة، بعد أن تحول وزير الخارجية وأركان وزراته في هذا الملف إلى مجرد ظاهرة إعلامية تطالب بقصف رقبة الفلسطينيين أو مساندة (ليفني) وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة وهي تتهادى نازلة على سلالم وزارته، وقس على ذلك ملفات السودان، ولبنان، واليمن، والعراق، فشل في فشل، الأمر الذي أدى لإحالتها، إدارة ومتابعة، لجهات سيادية أخرى وأحياناً إلى الرئيس نفسه، الأمر الذي يلحظه ليس المتخصصون فحسب بل حتى العامة من أبناء شعبنا الذي يدفع الضرائب التي تمول بدورها وزارة الخارجية، هذا التراجع والضعف في الدور وفى الخيال السياسي، مفهوم، عندما يتولى امرة تلك الوزارة موظفون وليس بناة وصناع سياسة، إلا أن الأمر الذي يصيب المرء بالحزن أن هذه الوزارة التي لم يعد يشيد بها إلا بعض كتبة الإعلام الحكومي فقط، لم تفشل فقط في إدارة الملفات الساخنة المتصلة إقليمياً ودولياً بمصر، بل وصل الفشل إلى حد عدم القدرة على الاختيار أو المناورة، فيما يتعلق بأبسط وظائف وأدوار الخارجية المصرية، وأحدث ملف يؤكد ذلك هو موافقة الخارجية على تعيين (اسحق ليفانون 65 عاماً) سفيراً عاشراً جديداً لإسرائيل في القاهرة خلفاً للسفير التاسع (شالوم كوهين)، وذلك يوم (14/2/2010) وهو ابن الجاسوسة الإسرائيلية (شولا كوهين كيشيك) والتي عملت جاسوسة للكيان الصهيوني في لبنان لمدة 14 عاماً في الخمسينات من القرن الماضي وتسببت في أضرار بالغة للبنان ولمصر وقتذاك، ابان حكم عبدالناصر وفى ذروة المد القومى وألقي القبض عليها عام 1961 وحكم عليها بالإعدام في لبنان ثم خفف الحكم، واشتهر عن هذا السفير علاقاته الوطيدة ـ أيضاً ـ بأجهزة المخابرات الإسرائيلية، مثل سابقيه من سفراء هذا الكيان في مصر، هذه المعلومات التي يعلمها أصغر خبير ومهتم بالكيان الصهيوني، لم تجد متخصصاً في الخارجية المصرية يفحصها وينصح الوزير أو حتى المتحدث الرسمي باسم الوزارة ـ والذي لا يتوقف عن التبرير لكل فعل أو قول لوزارته حتى ولو كان خاطئاً ـ أن يرفض هذا الترشيح للسفير الجديد ابن الجاسوسة، قد يرد البعض انه لا ذنب لابن الجاسوسة فى ان امه كانت كذالك وانه لاتزر وازرة مثل اخرى ولهؤلاء نقول لا ان تاريخنا مع العدو الصهيونى يقول بأن الوازرة تزر مثل الاخرى واكثر وان (مقولة العرق دساس) تنسحب كلية على قيادات وسفراء هذا الكيان الاجرامى وان تاريخ السفير الجديد يؤكد ذلك جيدا’ الطريف فى الامر ان الخارجية المصرية وبدلاً من البعد عن الشبهات و رفض تعين هذا السفير اخترعت لنا الوزارة عبر مسئوليها حدوتة مفادها أنها رفضت (شاؤول كاميسا) المقرب من وزير الخارجية الصهيوني (أفيجدور ليبرمان)، وظلوا يلوكونها بألسنتهم إعلامياً حتى صدقوا الحدوتة (الكذبة)، إلى أن أعلنت إسرائيل أنها لم تقل ذلك، وأن ما جرى مجرد حدوتة مصرية لإلهاء المصريين، وإظهار خارجيتهم باعتبار أن لها شوكة وكلمة في تحديد السفراء، وهو أمر غير صحيح لأنها وزارة غير قادرة على ذلك!!.
E-mail: [email protected]