أرشيف - غير مصنف

اشباح واجسام طائرة

اشباح واجسام طائرة
بقلم سهام البيايضة
 
تاخذني تلك الاخبار التي تتحدث عن الاشباح والاجسام الطائرة ,ولعل هذا الفضول, ليس محتكرا على احد, لا في الشرق ولا في الغرب ,فهو موضوع مثير في كل المجتمعات ,فلكل حضاره هناك الاساطير والظواهر التي اتسعت في مخيلة البشر, وبرع الانسان في تخيلها ومعالجة صفاتها لتمكنهم من تفسير بعض الظواهر الغريبة, التي لا يستطيعون تفسيرها بالمنطق والعقل البشري ضمن البيئة الحضارية والمعتقدات التي يؤمنون بها. .
تبقى اساطير الشعوب جزء من حضارتها ومرجعية فكريه وتراثية,لا يستهان بها ,وتم عرضها على الملاء, بانها مجرد اساطير, توضع تحت مفاهيم الخيال وابداعات العقل البشري عندما” يشطح” به التفكير.يستخدمها في الرمز الادبي,او يلجاء اليها في الحاضر, لتعطي دلالات مجازيه يربطها بالواقع, من خلال ايحاءات لا تسفه العقل ولا تضيق عليه,في خانة الغفلة والاستغباء.
حدود العقل البشري ,لا نهاية لها,وخياله واسع وكبير,وهذه هبة من الله .يخفف فيها, سبحانه وتعالى, عن البشر, ضيق الارباك وضيق التفسير ,أمام ما لا يعلم او لا يستطيع ان يدرك.
الاشباح والاجسام الطائره , لا تزال مفاهيم مجهولة في ادراك البشر ,ومفاهيم يكتنفها الغموض والشك ,لانحصار مشاهدتها ووجودها عند اشخاص محددين, لا يجوز ان تثبت من خلالهم فقط, احقية وجودها, الا اذا اثبتت علميا وبالدليل القاطع بالاجراءات العلمية التي  يصرح بعدها بعمومية الفكرة وتقبلها.
اصعب ما يمكن ان يمارس على الفكر الانساني ,هو الاستخفاف والتحقير لثوابت العقل والفكر,لهذا نجد ان جمعيات حقوق الانسان قد نشطت وتشعبت بمسميات المحافظة على كرامة الانسان وحقه في حرية التفكير والراي, ولم تكن , لتدافع عن معتقداتنا في العالم العربي الاسلامي,وبانه من حقنا حرية التفكير والطرح كما هو عندهم- واقصد دول الحرية والديمقراطية-, وان لنا الحق في ان” تشطح “افكارنا لتساوي انفلاتات عقولهم ,بعيدا عن مسميات التخلف لنا, ومسميات الخيال العلمي لهم.
غريب جدا ان تظهر الاشباح في قصورهم وقلاعهم وعلى اطراف غاباتهم ,ولا تظهر لنا في بلادنا ولا في صحارينا ولا في “عقودنا” القديمة؟
وغريب جدا ان كل تلك الاجسام الطائرة لم تظهر, الا في تكساس وفوق نيويورك وبوسطن ولم تظهر فوق الكرك ولا عمان ولا دمشق ولا فوق حي شبرا في القاهرة.
كل هذه العوالم الغريبة انتقتهم ولم تنتقينا , ولم نسمع ان احدهم _واقصد الغرباء_ قد تحث بلهجة خليجية او اسكتلنديه , مع ابناء جلدتنا من العرب او من العالم الثالث ومن الغريب انها تزور العالم المتقدم فقط ولم يسبق ان شرفت العالم الثالث ,ترسل لهم الاشارات وتتجنبنا.
 
 الاعتداء الاجرامي على غزة , استخدمت فيه الخرافات والشعوذات وتعاويذ الحاخامات المتطرفة,عندما ,زعموا  بظهور الام راحيل .ام سيدنا يوسف  عليه السلام, التي كانت ترشدهم الى اماكن وجود “الارهابيين”على حد تعبيرهم , قصص فوق قوانين الكون وفوق المنطق والعقل ,تجعلنا نتسائل : لماذا لا تظهر لنا الاشباح ولا الاجسام الطائرة ولا المعجزات ,كباقي الشعوب؟  وهنا يقول الحاخام (عوفاديا يوسف) بغباء شعب احترف القتل والاجرام :” «أن امرأةحسناء ظهرت أمام جنود إسرائيليين في غزة، وكانت تساعدهم في حربهم، وإرشادهم إلىمكان مقاتلي حركة حماس. وأن تلك المرأة الحسناء لم تكن إلا الأم راحيل، والدة النبييوسف (عليه السلام) التي جاءت لمساعدة جنود اسرائل في غزة “
ويضيف بقوله:” وصلالجنود إلى منزل، وأرادوا الدخول إليه، وكان هناك ثلاثة من حماس في الداخل ينتظرون،لكن ظهرت امرأة جميلة شابة أمامهم وحذرتهم بأن لا يدخلوا البيت حيث يوجد فيهإرهابيون. وسألها الجنود من أنت؟. فردت لماذا الاهتمام بمن أكون؟، وهمست أنا: راحيل، ولاحقا تبين فعلا، والكلام لا يزال للحاخام عوفاديا، وجود مقاتلين من حماسفي البيت
تبقى مثل هذه الفتاوي والخرافات مبررا وشاحن لجنود عرفوا بالجبن ,في حرب يقودها متطرفون يامرون جنودهم بقتل النساء والاطفال وكل ما هو حي في غزة ,لتبرير جرائمهم امام شعوبهم وامام العالم ,ومن الغريب ان ينادي بعض العقلاء من اليهود بتحويل هؤلاء الى اطباء نفسيين من اجل العلاج حتى لا تمس سمعة الجيش الاسرائلي وق
وته امام جيوش وشعوب العالم.
كل ما هو غريب وغير عقلاني ولا علاقة له بالمنطق اصبح له اعوان ,يديرون النوادي و المعارض,وتصوير ما يستطيعون التقاطه حتى , يثبتون ان الارواح والاشباح الحائمه هي حقيقة وانها ليست من فبركات العقل وانفلاتات الخيال.
لم يكتفي الغرب واعوانه في ممارسة الاضطهاد الفكري,والأساءة لديننا ورسولنا الكريم بالصور لا تعدت مخيلاتهم المشوهة الى صناعة افلام متحركة اباحية , تجاه كل ما هو عربي واسلامي .
 
رسالة الغرب واضحة انهم تعدوا شهواتهم واشباعها ,للبحث في الفضاء ومطاردة اجسام طائره واشباح وعفاريت ,ممكن ان تنقل فضولهم الى ما هو غير بشري , وغير عادي بعد ان اباحوا الشذوذ بانواعه واشكاله واقروا الحقوق في الحرية ليعودوا بمزاجهم الى غموض الاساطير والسحر الاسود وان المجتمعات العربية لا تزال غير مشبعة ولا تزال تطارد الاجسام البشرية تحت العباءات السود والبراقع ,لا بل وتحت اللحى والعمامات.
الحقيقة التي يتفاداها اصحاب الحضارات المتفوقة والتي تسمي انفسها بالمتحضرة انه لا يوجد لا شاردة ولا وارده في عقيدتنا تخالف العلم او تقف في مواجهة الحقيقة وان كل الدراسات التي تجريها مختبراتهم يجدون في قراننا الكريم مرادفا عقليا وعلميا لها ,الا ما عبثت فيه عقولهم وشواذ علمائهم .
لهذا فهم يعلمون ان مثل هذه الخرافات وهذه الخزعبلات لا يمكن ان تنطبق على العقل المسلم  السليم,فكيف ستظهر في سمائهم وفي قلاعهم .
بعض الحقائق لا يحتملها بشر ولا مجتمعات ولا حتى دول وامبراطوريات ,لكن تبقى قاعدة ان المسلم القوي خير من المسلم الضعيف تضعنا دائما على محك المواجهة الحضارية والانسانية وان استغفال الشعوب جريمة لا تتجاوزها جريمة ,وان وقع الحقيقة مهما كانت مؤلمة ,واحيانا صادمة, الا انها هي الباقيه وتمنع عنا ضعاف النفوس من المتسلقين والمتملقين والرويبضة .
 
 
 
 

زر الذهاب إلى الأعلى