عجيب امر هذه الدنيا وعجيب امر هؤلاء الناس الذين باتوا لا يرون الا ما في ايدي غيرهم. يلملمون المال ويكيدون المكائد ويرسمون ويخططون وفي النهاية يتلفتون اليمين واليسار ليروا ما في ايدي جيرانهم وليس لديهم . وقد لا يتوانى البحث عن البحث فيسلة مهملات الآخر فقط ليتاكد من كل ما يملك. البعض الآخر يتربص , يحيك الدسائس ويثرثر كثيرا في امور لا تخصه , يهدد ويتوعد كل من لا يشلركة الرأي ويخنع ويوافقه الكلام. وأناس آخرون وخصوصا ما يسمون بالجنس الناعم يسممون افكار العذارى وينسجون من ارسالهم الى طريق الهاوية حياة سعيده لهم ولابنائهم. فكم من بنت شوهت اليها حقيقة الحياة وولوثت افكارها البريئة بافكار بعيد كل البعدعن الواقع. ومما يثير الدهشة ان لدينا تصور ان مال الحرام لا يهنا به صاحبه والعكس هو الواقع. كثيرون هم الشرذمة الذين يصطادون في الماء العكر ولا نريد الاكثار من هذا الحديث الذي لا تنتهي حبائلة. ولكن لنا توقف حين يكون هؤلاء المشوهون من أقرب الناس اليك والذين يجب عليهم ان يكونوا سندا وعضدا لك في هذه الحياة المتقلبة والجدار الذي تستند اليه حين تعصف بك الشدائد. فتراهم على العكس فهم العقل المدبر لكثير من الامور المضرة بحالك وهم الدساسون الذين يألبون عليك المواجع وهم أيضا من يكيل لك التهم في البراءة والذنب.
زمننا هذا زمن العجائب وزمن الخيانة والغدر هذا الامر جعل الكثير منا يعلم اطفاله عدم الثقة كثيرا سواء بالاهل او الاصدقاء.
ويشرح لهم كيف التعامل بالظروف فكثر اللغط والتدريب وازدهرت تجارة البعض من بياع الكلام وتشكلت لدينا شريحة من الجيل الصاعد نجهل التعامل معها. وكثر الكتاب امثالي وشجبوا وتكلموا دون ان يسمع لهم وضجت الساحة بكل كلام غريب وفكر جديد متنوع يذوب القارئ به ويتوه كل من لا يدقق ويتفهم ما يكتب. زمن غريب ندعوا الله ان يهدينا طريق الصواب فيه ويسهل على كل من يمر فوق السطور ان يفهم مغزى ما يكتب.