نصيحتي للرئيس محمود عباس
بقلم: زياد ابوشاويش
القضايا التي يواجهها شعبنا واضحة ولا تحتاج لتقعير اللغة ولا تحتاج كذلك لفلسفة وإضاعة الوقت في التحليل والتنظير بسبب حراجة اللحظة السياسية والأمنية والأخلاقية التي نمر بها وتمر بها قضيتنا ولذلك سأبدأ فوراً بما أراه جديراً باهتمام الرئيس الفلسطيني ويحتاج لقرارات عاجلة وشجاعة كما يحتاج لموقف حازم:
الأخ الرئيس لديك زملاء ورفاق درب قدامى أنت اليوم في أمس الحاجة لدفء العلاقة معهم ولمشورتهم فمن عايشته خمسين عاماً لن يقدم لك سوى السديد من الآراء وحكمة التجربة التي صنعتوها سوياً.
والأمر الآخر أن تقف بكل صراحة وشجاعة أمام الناس لتخبرها بحقيقة قضايا الفساد وما إذا كنت مسؤولاً عنها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ومن ثم تقدم اعتذاراً عنها وفي هذا سيحمدك الناس والتاريخ.
والثالثة أن تحل الحكومة الحالية لتشكيل حكومة وحدة وطنية ذات طابع سياسي ولا ضير في بقاء السيد فياض وزيراً للمالية لشفافية الرجل وحنكته على هذا الصعيد.
والرابعة أن تعقد اجتماعاً للمجلس الثوري لحركة فتح وتدفع باتجاه أخذ قرار بالذهاب لوحدة وطنية أعرف أنك وقعت ورقتها المصرية لكن ما أدعو له أن تبادر باللقاء مع قيادة حماس لطمأنتها بأنها لن تكون عرضة للاعتقال مرة أخرى وأنها ستكون أقرب لك من الجانب الصهيوني وأنها ستكون شريكاً حقيقياً وأنه لا فيتو أمريكي يمنعك من وضع يدك في يدهم.
والخامسة الوقوف بكل حزم لمحاسبة المسؤولين عن مساعدة العدو الصهيوني في اغتيال الشهيد المبحوح مهما كانت رتبهم ومراتبهم التنظيمية وتقديمهم لمحاكمات علنية.
والسادسة توضيح موقفك من المقاومة باعتبارها البديل عن مفاوضات عبثية وتستغلها إسرائيل في قضم حقوقنا رويداً رويداً.
السابعة إعادة الاعتبار لمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية بالإعلان عن فتح الباب أمامها لاتخاذ القرارات حول كل المسائل وتكف عن أخذ القرارات الفردية بدلاً منها.
الثامنة والأخيرة الإعلان عن الانتخابات للمجلس الوطني والتشريعي في موعد قريب والتعهد باحترام نتائجها وتركيز الجهد في السياق على إعادة الاعتبار لحركة فتح حاملة المشروع الوطني لتعود لسيرتها العطرة بعد أن أسيء لها ولتاريخها بواسطة زمرة من المنافقين والفاسدين.
الأخ الرئيس/ حرصت على عدم إرفاق أي نصيحة بأسبابها وخلفياتها لأني أعرف أنكم تفهمون ذلك وتقدروه كما يفهمه ويقدره كل شعبنا الذي ابتلى بانقسام مرير أضاع جهده وأراق دم أبنائه وتتحملون وقيادة حماس مسؤوليته الأكبر.
تقبل صادق مودتنا وكل الاحترام
المجد للشهداء والنصر للثورة