لم يتغير شيء على سفارات سلطة أوسلو في الخارج بالرغم من تناول هذا الموضوع لأكثر من مرة من اكثر من كاتب ومنتقذ . الجديد في عمل تلك السفارات والسفراء أنهم ومعظمهم تم تعيينهم بعد المؤتمر الفاشل الذي يسمى المؤتمر السادس لحركة فتح ، فأصبحت تلك السفارات هي بؤر لنهج وبشكل حصري وليس تمثيلي للشعب الفلسطيني ، فالسفارات تفرق بين مواطن فلسطيني وآخر ، أوسلوي وغير أوسلوي ، أو من هذه البلدة أو من تلك ، أو من الشمال أو من الشرق أو من الغرب أو من الجنوب ، وهذا السلوك يخضع لممثل في السفارة الذي استجلبه رئيس السلطة والمالكي في تجاوز فاضح لعمل الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية وواجباتها في تعيين السفراء وإعطاء الدائرة السياسية صلاحية المراقبة والمتابعة لهؤلاء من يسير في خدمة شعبه ومن يسير في خدمة القراصنة والإنقلابيين في حركة فتح . في الآونة الأخيرة صدرت نداءات من الجالية الفلسطينية والطلبة تندد بتصرفات السفير هناك ، وفي ليبيا قام السفير بممارسة ” الزعرنة ” والتهديد والوعيد لكل من يصف تلك القيادة بالخيانة والخروج عن الخط الثوري وإرادة الشعب الفلسطيني . وفي صبيحة هذا اليوم اتصل بي المناضل حمزة يونس من قادة القطاع الغربي والمهام الصعبة في هذا القطاع والذي قدم واجبات جليلة للثورة الفلسطينية ولحركة فتح يشكو فيه من السيد محمد الحوراني سفير عباس الجديد في الجزائر بمنع المذكور من دخول سفارة فلسطين ( سفارة منظومة أوسلو ) في الجزائر ، شيء غريب وعجيب تصرف هؤلاء القراصنة وانتهازيي المرحلة . لا أدري هل تحولت سفارة الجزائر إلى سفارة آل الحوراني وليس سفارة الشعب الفلسطيني ؟ ، ” عذرا لأهلنا من آل الحوراني تلك العائلة التي خرجت العديد من المناضلين ” . اتفق جميع السفراء بل غالبيتهم على أن يتفقوا لخدمة نهجهم والموالين لنهجهم واتفقوا على أن يهينوا كرامة ويذلوا المناضلين وأصحاب التجربة التاريخية في الثورة الفلسطينية والعاصفة . هذه عورة تضاف إلى عوراتهم المستمرة والمزمنة في تاريخهم وفي تاريخ عملهم في السفارات ، هذا التاريخ الغني عن التعريف ، فهو تهاوي في المهام بمقدار التهاوي في المنظومة الوطنية الفلسطينية وانعكاس مباشر لقتل منظمة التحرير الفلسطينية والقفز على مهامها من قبل رئاسة السلطة الفاقدة الشرعية ونهجها المنتشر في الضفة الغربية . في أوروبا صرخ المواطنون الفلسطينيون هناك من بعض سفاراتهم أيضا ، فالسفارات لا تمثل الفلسطينيين في الخارج وهي أحد مهامها خدمة الإنسان الفلسطيني وحل مشاكله بالإضافة إلى مهامهم الدبلوماسية مع الدول المقيمين فيها ، ولكن للأسف تلك السفارات وممثليها تقع دائما تحت أعين تلك الدول وتحضير ملفاتها من حين لآخر ، فإذا ما ساءت العلاقة مع هذه الدولة أو تلك تقوم تلك الدول بنشر غسيل السفير وأعضاء السفارة وحدث ذلك أكثر من مرة ، ولكن هذه المرة تعلو أصوات أفراد الشعب الفلسطيني من مغارب الأرض إلى مشارقها لتتحدث ولتصرخ ولتقول أن هؤلاء غرباء عن التمثيل الفلسطيني والشعب الفلسطيني . وانسجاما مع تلك الممارسات التي تمارسها مدرسة الفئوية في الضفة الغربية والممثلة بالقيادة الفلسطينية وانجازات ما يسمى بالمؤتمر السادس قامت إسرائيل مؤخرا بترحيل أكثر من 70 ألف فلسطيني من ابناء قطاع غزة في توافق خطر وانسجام خطر مع سلوك قامت به قيادات في رام الله في السابق والوقت الحالي في التمييز بين هذا المواطن الفلسطيني وذاك ، إنها مدرسة الفئوية التي انتشرت وانطلقت من رام الله لتمثل الشعب الفلسطيني في الخارج ، في حين أن تلك الفئة لا تمثل إلا البقعة التي صدرت منها وهي الضفة الغربية ، وليس كل الضفة الغربية ، فالضفة الغربية فيها مناضلين يبغضون الفئوية والإقليمية وفيها المناضلون الذين مازالوا يضعون أصابعهم على الزناد وفيها فئات الشعب التي تضع أرواحها في خدمة فلسطين سواء في الجليل أو في الخارج ، كما هو الحال لفلسطينيي الخارج الذين يتطلعون إلى تمثيل حقيقي لهم ولمدرستهم النضالية المبنية على عشق المقاومة المسلحة كسبيل وحيد وطريق وحيد لتحرير فلسطين ، وكل فلسطين ، وليس حل الدولتين الذي يعبر عن التمثيل القزمي للشعب الفلسطيني ولحفنة لا تتجاوز بضع آلاف . انه الهم الفلسطيني المتراكم والمتتالي في طريق مستنقع التمثيل وتفاهة التمثيل وسطحيته مما يعود بالفساد والإضرار بالمصلحة العامة الفلسطينية والشعب الفلسطيني . إن حال السفارات هو من حال سلطة أوسلو المطلوب إنهائها والمطلوب وقفة شعبية وانتفاضة شعبية مزدوجة الأهداف في الضفة الغربية ، القضاء على سلوك أوسلو ومخططات أوسلو ومواجهة العدو الصهيوني في قراره الأخير بفصل غزة جغرافيا وديموغرافيا عن الضفة الغربية ليحلو لتلك الفئة أن تمارس غرورها في التمثيل والتخريب في تمثيل قزمي لا يعبر ولا يحقق إلا مصالحها . بقلم / سميح خلف