إسرائيل تكمل ردها على الخنوع الفلسطيني والعربي
بقلم: زياد ابوشاويش
ردت إسرائيل على المرونة بل الخنوع الفلسطيني والعربي المتمثل في قرار عودة المفاوضات معها دون وقف الاستيطان والذي اتخذته لجنة المتابعة العربية بمزيد من القرارات العنصرية ببناء مستوطنات جديدة وبالحصار والقتل في القدس والخليل وغيرها من المدن، ولكن ذلك لم يكن كما يبدو كافياً لشرح الموقف الإسرائيلي من كل عملية السلام ولا حدود مطالبها ورؤيتها للحل فاتخذت سلطات الاحتلال قراراً عنصرياً جديداً بإبعاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين خارج الضفة الغربية معظمهم إلى خارج وطنهم بحجة انتهاء تصريح إقامتهم في الضفة الغربية وكأن الضفة الغربية ليست أرض فلسطينية محتلة أو كأن هؤلاء ليسوا فلسطينيين من أصحاب البلد الأصليين، في معادلة مقلوبة لكل ما هو طبيعي ومنطقي للواقع الموجود في فلسطين وحيث يقوم المستعمر والوافد إلى أرضنا بغير وجه حق بطرد أصحاب الأرض الأصليين.
الأمر الصهيوني الجديد يعبر عن أقصى حدود الاستخفاف بالأمة العربية والسلطة الفلسطينية كما يعبر عن الاستخفاف بكل ما يتعلق بالشرعية والقانون الدوليين.
إن السلوك الأمريكي تجاه الخروقات الإسرائيلية والصمت تجاه الاستفزازات الموجهة للشعب الفلسطيني وعملية التخريب المتعمدة لكل فرص السلام يشجع حكومة نتنياهو المتطرفة على اتخاذ مزيد من القرارات والإجراءات العنصرية ، وإذا كان الأمل مفقوداً بدور أمريكي عادل ومنصف تجاه حقوقنا العربية، فإن هناك ما يمكن عمله فلسطينياً وعربياً لنقض هذا القرار ووضع حد للعنجهية الإسرائيلية لأن نجاح إسرائيل في تطبيق هذا القرار تحديداً سيعني سقوطاً ذريعاً لكل مبررات وجود السلطة الفلسطينية وجامعة الدول العربية، ويرسم علامات استفهام خطرة على دور ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية وكل دعاوى المقاومة للاحتلال.