استمعت بشكل سريع الى برنامج صناعة الموت الذي تقدمه قناة العربية وكانت الحلقة حول مقتل ابي عمر البغدادي. وكان والد حامد الزاوي الذي أطلقوا عليه هذا الإسم يقول شيئا لفت انتباهي . أن ابنه اعتقل من قبل الأمريكان في 2005 لمدة 21 يوما، ولا ادري ماكانت تهمته، ولكن اباه يقول انه كان يؤم الجامع ويصلي . وبعد إطلاق سراحه ، خرج ناقما على الأمريكان ، ثم اختفى في نفس العام. بعد ذلك اتصل بعائلته مرة واحدة ولم يره أو يسمع عنه أحد بعد ذلك ، ولكن كانت بياناته تملأ الانترنيت لعدة سنوات حتى مؤتمر المالكي الذي أشار الى صورته قتيلا في عملية مثيرة للشكوك جدا.
(الملاحظة الغريبة ان والده يقول ان الامريكان اعتقلوه، في حين أن الجيش الأمريكي اصدر بيانا بعد مؤتمر المالكي يقول ان الشخص لم يكن معتقلا لديهم) ! كان هذا خروجا عن النص من جانب قناة العربية!
تبدو المسألة معقولة . شخص متدين اعتقل وعذب واطلق سراحه فخرج ناقما وانخرط في الجهاد. هذه هي قراءة الوجه الأول.
الوجه الثاني : أنه حين خرج لم يقتل الأمريكان وانما الشعب العراقي، او على الأقل هذا ماكان ينسب اليه من كل جرائم فرق الموت.
الوجه الثالث: ان قصته تشبه الى حد المسطرة ، قصة الأردني همام البلوي (ابو دجانة الخراساني) الذي كان متدينا، واعتقلته السطات الأردنية لمدة 21 يوما، ولما اطلق سراحه اختفى حتى قتل في عملية مثيرة للشكوك جدا في أفغانستان.
ماذا حدث في هذه ال 21 يوما ؟ وأين اختفى هذا وذاك ؟ وكيف ظهروا قتلى في توقيت سياسي مناسب ؟
الوجه الحقيقي لهذا النمط:
تقوم سلطات الإحتلال وعملائها باعتقال اشخاص ذوي توجه ديني ، يتم تعذيبهم ومساومتهم وترهيبهم للعمل ضد دينهم وأهل بلدهم، فإذا وافقوا تمت الاستفادة منهم في هذا الاتجاه، واذا لم يوافقوا يخرجون لفترة حتى يعلم الناس ماحدث لهم ولتبرير (تحولهم فيما بعد الى متطرفين). ثم يعاد احتجازهم لفترات غير معلومة أو قتلهم وتصويرهم بعد القتل للاستفادة من صورهم كما فعل المالكي وكما فعلت قوات الاحتلال مع صورة الزرقاوي قتيلا. في فترة الغياب هذه ، تصدر البيانات باسم الشخص المغيب، وتنسب اليه جرائم القتل.
كنت اريد دليلا على نظريتي هذه . وكنت اسائل نفسي: لماذا لا ينكر الشخص المغيب ان هذه البيانات له؟ ولماذا لا يدحض اهله ان هذه الافعال هي التي قام بها ابنهم؟
السبب هو هذا : أن الشخص نفسه يكون مغيبا بالسجن او الموت .
إن الأهل لا يعرفون بعد اختفاء الشخص أين هو حيث لا يتصل ولا يعلم عنه شيئا .
إن الاسم المستخدم هو دائما مستعار ، فلايستطيع ان يربط الأهل بين هذا الإسم وقريبهم.
في النهاية حين يستنفد الغرض السياسي من وجود الشخص الوهمي ، تظهر صورة المعتقل او القتيل الذي جرت باسمه كل هذه الأحداث. (ومن هنا التخبط الذي وقع فيه قاسم عطا والمالكي مع صورة البغدادي حيث أظهرا اكثر من صورة، وأكثر من اسم ، مع الصورة الأولى كتب البعض ان هذا معتقل منذ ولا يمكن ان يكون هو من ارتكب كل تلك الجرائم اللاحقة. كانت المسألة مكشوفة ، ولهذا اظهر المالكي فيما بعد صورة شخص آخر تنطبق عليها شروط الغياب اكثر)
هذا مايحدث الآن مع بن لادن نفسه . انه ميت منذ زمن طويل ولكن يستخدم اسمه وصورته في بيانات (القاعدة) . وحين يستجد الجد ، ويأتي اوان الخلاص منه ومن بعبعه، سوف تظهر صورة بن لادن قتيلا .
هذا هو النمط. وحتى يصح النمط لابد من :
1- سجن سري
2- شخص مغيب معروف بالتدين
3- فرق موت تقتل باسمه
4- جهة تصدر بيانات القاعدة باسمه
تعليق : الحمد لله أني ارى الآن الأمور بشكل أوضح. لقد أفادتني فترة النقاهة والتأمل.
http://ishtar-enana.blogspot.com/2010/05/blog-post_2254.html