أيها الشاهد الشهيد، توصينا بأن لا نحزن، لأنك بسعادة وفرح.. ونحن القابضون على جمر الحقيقة لا نفرح ولا نحزن.
عقود طويلة، ظللنا أمواتا، نسبح بحمد الحاكم الممانع والمقاوم، وحين أفقنا وسألنا لماذا وكيف..؟ أوغل بدمائنا.. كي نموت أو نموت، خياران لا ثالث لهما.
نحن الشعوب التي تآمر عليها الإنس والجان، والشرق والغرب، كأننا بقايا آدمي
…
أيها الشاهد الشهيد، توصينا بأن لا نحزن، لأنك بسعادة وفرح.. ونحن القابضون على جمر الحقيقة لا نفرح ولا نحزن.
عقود طويلة، ظللنا أمواتا، نسبح بحمد الحاكم الممانع والمقاوم، وحين أفقنا وسألنا لماذا وكيف..؟ أوغل بدمائنا.. كي نموت أو نموت، خياران لا ثالث لهما.
نحن الشعوب التي تآمر عليها الإنس والجان، والشرق والغرب، كأننا بقايا آدميين، لا يليق بنا غير الموت.
اليوم رحلت وبقيت فينا، نراك تلاعب الطفل حمزة الخطيب، تعانقه كما تعانق هذه الأرض دماءنا، تحكي له حكايته وحكايتنا جميعا.
تروي له كيف حبس الحاكم أنفاسك وسرق أموالك كي يتصدى ويقاوم ويدافع وإذا به يقصف بيوت شعبه بالدبابات، والعدو على مرمى حجر يراقب ويتلذذ بهذا القتل المجاني: لست الوحيد الذي يوغل بدماء العرب.. يا لهم من حكام أمجاد يحمون الحدود ويقتلون شعوبهم.
تراك اليوم تنام هانئا فرحا، بعد أن رحلت ولم تترك لنا إلا ابتسامتك هذه تغرسها كالسكين في القلوب الميتة، وتبعثها إرادة وعزيمة وحرية لم تنلها إلا عند الشهداء والصديقين.
قتلوك لأنك اردت أن تكون ضابطا حراً، لم يحمل سلاحا كي يصوبه على رؤوس ابناء وطنه.. بل ظل ينتظر تحريرا لأرض باعها أو تناساها النظام وظل يتشدق بالمقاومة والممانعة.
هنيئا لك يا أيها الشاهد الشهيد.. هنيئا لك يا أيها المقاوم والممانع.. أما نحن فلا عزاء لنا سوى.. ابتسامتك.!
نظام المهداوي