انتقد رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي موقف حكومته من الأحداث في سوريا واصفا اياه بأنه غير ايجابي ودعا الحكومة الى تاييد مبادرة الجامعة العربية لحل الازمة السورية.
وقال النجيفي في مقابلة تلفزيونية بثت ليلة الخميس الجمعة ان موقف الحكومة العراقية تجاه الاحداث في سوريا “غير ايجابي ولا يضع الامور في نصابها”.
وأضاف أن حكومة العراق حاولت ان تتخذ “موقفا وسطا” في الوقت الذي تشهد فيه سوريا “قتلا للناس بشكل واسع من قبل الحكومة”.
وتأتي تصريحات النجيفي لتظهر الانقسام الحاد في موقف القوى العراقية السياسية تجاه الاحداث في سوريا.
وكانت الحكومة العراقية قد اتخذت موقفا إزاء قرارات اتخذتها جامعة الدول العربية ضد سوريا في أواخر نوفمبر تشرين الثاني وتضمنت فرض عقوبات اقتصادية بعد ان رفض الرئيس السوري بشار الاسد مبادرة للجامعة تهدف الى وقف حملة عنف لقمع الانتفاضة المناهضة لحكمه.
كما رفض العراق قرار الجامعة العربية تجميد عضوية سوريا في اجتماعات الجامعة.
وتحاول حكومة العراق لعب دور الوسيط بين الحكومة السورية والمعارضة من اجل احتواء العنف. وقال رئيس الوزراء نوري المالكي في وقت سابق ان لديه قنوات اتصال بين الحكومة السورية واطراف من المعارضة لتحقيق هذا الهدف.
وحاولت الجامعة العربية في وقت سابق من هذا الشهر الاستفادة من العلاقات التي تربط الحكومة العراقية بحكومة سوريا للمساعدة في حل الازمة. وزار الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي بغداد الاسبوع الماضي لهذا الغرض. ووعدت الحكومة العراقية بتفعيل اتصالاتها واجراء مباحثات بين الاطراف المتنازعة من اجل الوصول الى حل سلمي للازمة.
وأيد النجيفي مبادرة الجامعة العربية وطالب حكومته بتأييدها وقال ان على الحكومة الا تنأى بنفسها عن مواقف الجامعة العربية.
وتتضمن مبادرة الجامعة نشر مراقبين في سوريا لمعرفة الحقائق التي تجري على الارض. لكن سوريا ترى في هذا الشرط خرقا لسيادتها.
وقال النجيفي “الجامعة العربية كانت محقة في نشر مراقبين لمعرفة الحقائق وإيقاف هذا القتل والتوصل الى حوار مشترك يؤدي الى حلول”.
واضاف “لابد من وضع الاسماء بمسمياتها والتدخل لايقاف هذا القتل”.
وحث سوريا على قبول مبادرة الجامعة لتجنب التدخل الدولي قائلا “يجب ان نمنع جميعا التدخل الدولي في الشأن السوري”.
وأضاف “الخطوة التالية ستكون تدخلا دوليا وقد تكون اشكالا عسكرية وهذا اخطر ما يكون ولا نريد لاخواننا في سوريا ان يمروا بما مر به العراق في تجربة مؤلمة في هدم البنية العراقية”.
وعبر النجيفي عن خشيته من ان يؤدي التدخل الدولي إلى التقسيم وإلى الحرب الاهلية التي قال انها “ستنتقل الينا ان اجلا أم عاجلا”.