كثيرا ما نعيش في داخل بيوتنا ونقدم تنازلات داخليه حتى نسير في هذا المركب الدي حتما نجده خياراً صعباً ولكن له لذة خاصة يدعى بالبيت والاسرة بما يحتوي من مفهوم خاص يتمركز بمعنى الامان والاستقرار ، لم يختلف حال ذاك البيت عن حياة شعوبٍ عربية باتت تبحث عن امان ضمن خيارات ملزمة لا بديل لها على ارض الواقع.
نجد ان بيوتنا اصبحت تعاني من طرق العنف بمجمل ما تحمله من قساوة تدعي فيها الحلول المنطقية والتربية السليمة حتى لو كانت على حساب فرد من افرادها.
ارادابو مازن رئيس السلطة الفلسطينية في بيته ذاك وبقوته الضعيفة وضمن خياراته المحدودة ان يبحث عن حل جذري يبعده عن اقتراحات قد تخيب الظنون وتكرس فكرة التنازل الابدي لافراد عاشت على امل ان تجد دولة حاضنة لها، ليكرس فكرة مفهوم التنازل على حساب فرد في داخل منزله حتى تبقى سيطرته متوطأة داخل زوايا منزله ، غير مدركا ان هذا الامر قد يخلق تمردا في كل مرة لا تصيب ولكن قد تصيب في المرحلة الاخيرة ويصبح تمردا دون سيطرة.
اراد كيري ان يقدم حلول لهذا المنزل الفلسطيني تحت مبرر احتضان لتلك العائلة مدركا انه ظاهريا تبرز بانها متماسكه وهي فعليا مليئة بالشتات الداخلي والفكري.
في حال البيت الاسرائيلي وهو الفارق استطاع ان يقدم السيطرة فعليا والامان لمنزله رغم محاولة التشتت الداخلي الغير ظاهر لتبرز بأنها انسب وجود وكيان قادر على ان يكون نموذجا لاسر اسرائيلية ناجحة وجوديا على ارض الواقع حتى لو كان مقابلها تشتيت افرادها في انحاء العالم بأساليب ممنهجة وقوية.
ما زال بيتنا يعيش بوهم السيطرة الابوية وحق رأس الهرم في التلاعب ونقل الادوار حسب مفاهيم كرست دون نضوج فكري او ممنهجة تساعد على احتضان افراده في نهاية المطاف
سيجد ان منزله قد تكرس في داخله مفاهيم جديدة ومطالب لحقوق لم تكن حاضرة في الماضي القديم كالأرض والنضال بالسلاح وانما تجددت في البحث للعيش بحرية وامان واستقرار بعيدا عن الاستغلال والاستعباد.
حان الآن ليقف شبابنا ولكن ضمن اجندة وارضية ثابتة لتحديد منهجية وأسس سليمة لانشاء اسرة بايديهم بعيدا عن الفكر الابوي السلطوي الحائز على الصلاحيات من تلقاء نفسه، ولكن بعيدا عن مفاهيم ثورية قتلت خطواتهم كما حدث في مصر وسوريا وغيرها. اصبح الآن دور الشباب المجرد من احكام حزبية او من قوة مالية مستعبدة او من افكار متأرجحة بين جيل مسيس خياراتها مستضعفه .
ربى مهداوي